للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

نستطيع أن نقول أن موقف المرأة موقف سلبي خالص.

أما تلك التعميمات التي قد نضطر إليها لبيان بعض الفروق الموجودة بين الجنسين، فإنها قد تضللنا إذا اعتبرنا تلك الفروق عامة على الإطلاق. حقاً أن تلك الصفات التي ننسبها إلى كل من الجنسين، قد تكون صحيحة بالنسبة إلى الأفراد الذين يشغلون أعلى السلم أو أسفله، أعني بالنسبة إلى الرجل الحقيقي والمرأة الحقيقة (وهذان قلما يوجدان)، ولكنها تقل شيئاً فشيئاً حينما تقترب من الرجل المتأنث والمرأة المتذكرة (أو المترجلة). فإذا كنا قد فرقنا بين الرجل والمرأة (في البحث السابق) من بعض النواحي الجنسية والنفسية، فإن من الواجب أن نذكر القارئ هنا أن هذه التفرقة ليست عامة مطلقة، وإنما هي تطبق في دائرة محدودة فقط؛ وثم أفراد كثيرون لا تصح بالنسبة إليهم.

وإذا كانت هذه هي حقيقة الصلة بين الرجل والمرأة، فما أحرانا بأن نبتسم حينما نلتقي بأولئك الذي يفخرون برجولتهم، متناسين أن هناك (امرأة) تكمن في قرارة نفوسهم! (حقاً أن هؤلاء قد لا تكون بيوتهم كلها مصنوعة من الزجاج، ولكنهم مع ذلك ينسون أن نوافذ بيوتهم مصنوعة من الزجاج، فما يليق بهم أن يقذفوا الآخرين بالأحجار!)

لقد دنت الشقة بين الرجل والمرأة؟ فكيف بها بين الرجل والرجل؟ أن الرجولة الخالصة قد أصبحت أسطورة من الأساطير، فلنترك لأولئك الواهمين تلك الأسطورة الرائعة، أسطورة الرجولة المزعومة! أما نحن فحسبنا أن نكون (إنسانيين)، ننظر إلى الرجل على أنه إنسان، وننظر إلى (المرأة) على أنها إنسان، ونعتبر أن جوهر الإنسانية واحد في كل منهما؟

زكريا إبراهيم

<<  <  ج:
ص:  >  >>