للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على مقاومة قدرته على كل شيء).

وبذلك فإن وجود الله الأكبر ضروري، وبمثل هذه الضرورة هو موجود أبداً وفي كل مكان، فهو يرى، لا كما نرى، ويسمع، لا كما نسمع، ويعقل، لا كما نعقل، ويريد، لا كما نريد، أي بحال ليست بالمرة كحال الإنسان، بل بحال يعجز العقل البشري عن إدراك كنهها.

إن المرء ليعجب إذن كيف يمكن وصف الله (في الدراسات الفلسفية)، ولكن فهم نيوتن الحقيقي لله هو قريب الشبه من طبيعيات أفلاطون السابقة أكثر منها للتعاليم المدرسية اللاهوتية، فهو يقول نفس ما قاله اكسينوفانس.

فنيوتن ليس أكثر من أنشتاين، لا يعتقد (في الحركة مع الحيز)، فإن الجاذبية في نظر نيوتن ناشئة عن النواميس الرياضية، أي أنها لا توجد في اصل الأجسام.

وفي نظر نيوتن، كما هو في نظر أنشتاين، أن الحركة في الأجسام (الأفلاك والأجرام والكواكب) مثلا يشترط فيها الحيز، ولكن الحيز ليس هو الفضاء المجرد الذي ورد في العلم الحديث.

فلماذا إذن وجد نيوتن أنه من الضروري ذكر الله في العلم، يوجد السبب العام وهو (حبه للجمال) هذا الجمال الذي أثر في أفلاطون بقوته فرآه في (البساطة والنظام)، هذا الجمال الذي غمر الطبيعة فجعله يعجب بها أيما إعجاب ويجلها كل الإجلال، وقد كان ذلك أيضاً بالنسبة لنيوتن مضافاً إليه الأسباب الخاصة بما شاهده في تجاربه الميكانيكية والرياضة، فالنواميس الميكانيكية للطبيعة ليست كافية لحصر منشأ الدنيا ولا لحفظ توازنها، ولو أن الكائن يحتاج في تكوينه بهذه القوانين إلى أحقاب عديدة، فإن الأساس المادي هو (قوة الاستمرار) فالحركة تابعة للمادة إذا تحركت، و (قوة الاستمرار) هي مبدأ سلبي بموجبه تثابر الأجسام على حركتها وإلا فإنها تقف لتستمد الحركة المناسبة لقوة الدفع لها فتقاوم بقدر ما تقاوم وبهذا المبدأ فقط لن تكون هناك حركة في العالم، فقد تكون الأجسام في وضع ضروري لحركتها فينشأ وضع وهي في حركتها يعكس هذه الحركة، ومن مختلف الوضعين في الحركتين يتضح أنه من المحتم وجود الكم من قوة الدفع في العالم).

إذن هو يرى أن الحركة قد تكتسب أو تنعدم إذ يقول: ولكن بسبب تماسك الأجسام السائلة وميوعة أجزائها وضعف المرونة في الأجسام الصلبة فإن الحركة أكثر عرضة للفقد من

<<  <  ج:
ص:  >  >>