للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فما بالنا إذن نبعد عن فهم حقيقة الإسلام، ونحصره في زاوية ضيقة محدودة من آفاق الحياة؟! أنها ليست دعوى تعصب، ولكنها الحقيقة يؤيدها التاريخ والواقع

فعلى القائلين بنظرية الفصل أن يتريثوا، وإن يقترفوا بتاريخهم، ويتبصروا مقدار ما في هذا الخطأ الشائع من جناية على الحياة العقلية الشرقية، والحقائق الإنسانية

كنا نريد أن يكون المتزعمون للحركة الفكرية عندنا قوميين أحراراً، يصدرون في آرائهم عن باعث القومية الحرة، ونقول القومية الحرة، حتى يكون رأياً بعيداً عن التحيز أو التعصب، وبعيداً كذلك عن الالتماس في الفكرة الغربية. بتهالك المستسلم الذي نسى نفسه وجهل تاريخه وماضيه فذهب حاضره ومستقبله هباء

يا قوم. . . إننا أمة ذات مجد وذات تاريخ، فأين نحن في حاضرنا من مكاننا المرموق؟! إننا لا ندعوكم إلى تعصب في العلم أو تعسف فيه، ولا نطالبكم بتزييف التاريخ أو الممالأة فيه، ولكننا ننبه إلى تفهم الحقائق التي بين أيديكم، والسيطرة على مفاخر الكنوز من تاريخكم، وهي كلمة أولى إن اتسع لها صدر الرسالة، وما نظنه ضائفاً، فسنتبعها بالكلمة المقصودة من المقال وهي بيان كيف أن الإسلام جاء نظاماً شاملاً كاملاً تناول كل مظاهر الحياة وعناصرها، وكيف أنه لم يفرق ولم يفصل بين أية ناحية من نواحيها، بل جعل منها جميعاً مزاجاً واحداً متماسكاً، أقام عليه أسس الحضارة الإنسانيةالفاضلة، التي سعد في ظلها الناس جميعاً - ثم نعرض لموقفه من العلم - والعلم التجريبي خاصة

ومودعنا بهذا كله عدد آت إن تفضلت الرسالة الغراء.

أحمد. . . الحجاجي

إلى أستاذي البشبيشي

تفضلتم بتنبيهي إلى صحة كلمة (الربى) في بيت (شوقي) لأن أصلها الربى. وتسهيلها جائز. فأشكر لكم هذا التنبيه. وأذكر أنها وردت في مقالي في مجال نقدي لكثرة الاضطرار إلى التسهيل والترخيم. . . الخ مما لا يضطر إليه إلا المبتدئون.

تلميذكم

سيد قطب

<<  <  ج:
ص:  >  >>