للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى سعادة عبد العزيز فهمي باشا

إذا وجد في الأمة مكابر واحد ينكر عليك أنك كنت المحامي الأول والقاضي النزيه الأول، فقد لا يوجد فيها من يجرؤ على إنكار أنك كنت ثالث رجلين حملوا كلمة مصر يجابهون بها مغتصب حقها ومستعبد أهلها يطالبونه بالاستقلال.

وليس بين عقلاء مصر من لم يكبر فيك تجنبك ديماجوجية زعامة الشعب وتهويشها

كان كل موقف من مواقفك هذه خليقاً بأن يرفعك إلى مصاف العظماء، وكان الأخلق بها متجمعة أن تسير بك في سبيل. المجد الخالد، ولكن أنت همتك الشماء إلا توقل مرتفعات المجد وبلوغ قمة الخلود

لقد أصبحت من الخالدين، لا يوم اصطفوك، لأن تكون في زمرة أعضاء المجمع الخالدين، بل يوم طرحت على زملائك رجال المجمع اللغوي اقتراحك (الحروف اللاتينية لكتابة العربية) فهذا الاقتراح في ذاته، بغض النظر عن خطئه وصوابه، بطريقة عرضه، وبالأسلوب الذي صيغ فيه، وبصدقك الصادق، وجرأتك العالية، وحججك الدامغة، قد نزع القناع الشفاف عن نفسية العبقري. هي عبقريتك الفريدة، فصرت في الخالدين

حبيب الزحلاوي

إلى الأستاذ العقاد

تبارك الرزاق في تقسيم الأرزاق

أيها الأستاذ الكبير. إن ذلك الرجل الذي رفع إصبعه إلى السماء وصاح:

(أأنت موجود؟ أهذا عدل في قسمة الأرزاق) (في مقالك في الرسالة بعنوان (تبارك رزاق البرية)، وأن أبا العلاء المعري الذي قال: (إذا كان لا يحظى. . . فتزندقا) - وإن ابن الراوندي الذي قال: (كم عاقل. . . العالم التحرير زنديقاً) - وغيرهم من الشعراء، وغير الشعراء ممن قالوا مثل هذا - أن هؤلاء يا أستاذ، يريدون أن يلقوا المسؤولية في ظلم الحظوظ لهم على الرزاق أو على القضاء والقدر. وكأنهم في الوقت نفسه يبتغون (وهم لا يدرون) أن يبرروا نظام المجتمع العسوف الغابن الجائر، وإن يبرئوا منظمي المجتمع من فساد نظامه

<<  <  ج:
ص:  >  >>