للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من قول النظار بين هاشم الأزدي:

يعف المرء ما استحيا ويبقى ... نبات العود ما بقي اللحاء

وما في أن يعيش المرء خير ... إذا ما المرء زايله الحياء

ولا يخفى أن تعبير أبي تمام أسلس، وإن لم يبق على معنى الأزدي المسكين!

وقوله:

إليك هتكنا جنح ليل كأنه ... قد اكتحلت منه البلاد بإثمد

من قول أبي نؤاس:

أبِنْ لي كيف صرت إلى حريمي ... ونجم الليل مكتحل بقار؟

ولا يخفى أن أبا تمام وإن سرق من أبي نؤاس إلا إنه أجاد عنه ولم يقع فيما وقع هو فيه من قبح بتكحيل النجم بالقار - أي الزفت؟ -

ونسخ قوله:

حمراء من حلب العصير كسوتها ... بيضاء من حلب الغمام الرقرق

من قول مسلم:

صفراء من حلب العصير كسوتها ... بيضاء من حلب الغيوم البُجَّس

وقوله:

وأحسن من نوْر تُفتّحه الصبا ... بياض العطايا في سواد المطالب

من قول الأخطل:

رأين بياضاً في سواد كأنه ... بياض العطايا في سواد المطالب؟

وقوله، وهو يجمع بين النسخ والسلخ:

لو كان في الدنيا قبيل آخر ... بإزائهم ما كان فيها معدم

من قول بشار:

لو كان مثلك آخر ... ما كان في الدنيا فقير

ونختم هذه المنتخبات التي وضعناها في باب النسخ، والتي تخيرناها من أكثر من ألفى بيت مما حشد الآمدي من سرقات أبي تمام، بما رواه أبو محمد بن اليزيدي قال: قال دعبل: لما مات ذفافة العبسي رثاه أبو سلمى المزني، من ولد زهير، واسمه مكنف، وكان بينهما

<<  <  ج:
ص:  >  >>