(فلما دخلتها، دهشت لرؤية ابنة عمك تقترب مني وتسألني قبلة بدلال واستعطاف فقبلت هذه الصديقة الفاتنة غير مدرك من السر شيئاً، ولكن رباه! ماذا أصابني بعد لحظة، حينما أدركت. . . لقد رعشت يدي، وأحسست قشعريرة لطيفة تدب في جسمي، وشعرت بفمك الوردي، فم جوليا، يلتم فوق فمي، وبذراعيك تضمان جسمي. أواه! كلا ليست نار السماء بأكثر تأججاً، ولا أشد سرعة من النار التي سرت تلك اللحظة في جسمي. لقد كانت النار تندلع من آهاتنا، وتتأجج في لاهبات شفاهنا، وكاد قلبي يموت تحت عبء اللذة، ثم رأيتك، وقد شحب وجهك، تغمضين عينيك الحلوتين، وتتكئين على ابنة عمك، ثم تسقطين على الأرض من الإغماء. عندئذ أطفأ الرعب سرورنا، فلم يكن نعيمي غير سنا خاطف كالبرق. . .
(إن اثر الإحساس العميق الذي أحسسته لن يزول أبداً. احفظي قبلاتك يا جوليا. . فأنا لا أستطيع احتمالها. . إنهن شديدات الأثر، يخزن ويحرقن حتى اللب)
ويتأجج الحب ويفور وتقسم جوليا ألا تتزوج أحداً غير سان برو
ويحاول سان برو أن يهدئ من فوران حبه ويخفف ثوران هواه فلم ير بداً من السفر. فغاب وفي إيان غيبته، أعلم السيد ديتانج، ابنته جوليا، أن زواجها رجلاً غير ذي نسب ونبالة مستحيل
فلما عاد سان برو، هزها الشوق، وعطفها إليه الحنين، فتقربت منه، وأزلها الشيطان، فأضحت خليلته، وعندئذ شعرت بوخز الضمير
(ليعزب هذا البربري إلى الأبد عن وجهي، ليمض فلا يضاعف بحضوره آلام روحي، ليكف عن التلذذ الوحشي بتأمل دموعي، ماذا أقول؟ وا أسفي على نفسي! أنه ليس مجرماً. أنا المجرمة وحدي. إن مصائبي لمن صنع يدي، وليس لي أن ألوم غيري)
ويسعى ميلورد ادوارد في إرجاع الأب عما عزم عليه ولكن سعيه كان فشلا. واضطر سان برو إلى مغادرة سويسرا فقصد باريس.
وتكشف السيدة ديتانج بعد سفر، رسائل العاشقين.
(ضاع كل شيء، وانكشف كل شيء. لم أجد الرسائل في المكان الذي خبأتها فيه، مع أنها