للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

في الحياة روحاً من الخير هي أثمن وأعظم مما يملكون وما به يفتنون واليه وحده ينصرفون.

فهو لطيف النفس والجسم كالنسيم الرفيق الذي يدخل الرحمة على النفوس البائسة المغلقة. وبالإجمال لا حصر لوقائعه في المجد والخير والسياسة الرشيدة، ولذلك يستطيع كل من عرفه أن يذكر عنه قصة أو قصصاً تكفي لرفع نفس إلى العظمة والذكر الطيب الخالد.

وقد كافأه الله وجزاه بأن أراه الدنيا في الشرق والغرب فأوسع له في آفاق المعرفة والخبرة، وجمع عليه قلوب من عرفه من رجالات الشرق والغرب. وكثير ما هم!

ولن أنسى قول المرحوم (مستر ألبرت فيش) الوزير المفوض الأسبق للولايات المتحدة في مصر قبيل سفره من مصر إلى منصبه في أسبانيا بيوم واحد حينما زاره ليودعه في مكتبه برياسة القوات المرابطة منذ ثلاثة أعوام تقريباً: (ما كنت لأسافر من مصر قبل أن أودع اثنين: جلالة الملك فاروق وأنت)

فحسب عبد الرحمن بك شرفا أن يذكر هذا الذكر بجوار اسم (الفاروق) على لسان رجل أحب مصر والشرق العربي وفهم روحهما وعرف من يمثلها خير تمثيل.

هذا النموذج الإنساني الرفيع الذي عرفته من قرب معرفة جيدة، أحببت أن أرسم له صورة عاجلة لمناسبة تعيينه عميداً للشئون العربية بوزارة الخارجية وأميراً على ركب الحج هذا العام، أضعها أمام الشباب الذي اختلطت عليه نماذج الخير والمجد، ونماذج الشر والضعة. وإن فيه لقدوة صالحة لمن يريد أن يقتدي.

عبد المنعم خلاف

<<  <  ج:
ص:  >  >>