لكليبر. ثم هل من الحق أو من الحكمة أن نجعل من الشعور الوطني عاطفة تنهض بذاتها منفصلة عن مصالح الأفراد الذين يكونون الوطن؟ ونحن ممن يعتقدون أن الوطنية ليست شعوراً بذاته، وإنما هي مجموعة من المشاعر يستند الكثير منها إلى مصالح الناس ووسائل حياتهم، ولهذا لن نمل تكرار القول بأن الوطنية الحقة لن تملأ نفوس المواطنين إلا إذا أحس كل منهم إنه عزيز في وطنه، ميسور الرزق في كرامة، متمتع بحياة تليق بالإنسان، وإنما يظهر انفصال الشعور الوطني عن غيره من المشاعر والمصالح عندما يحدث التعارض، وهنا يكون للمؤرخ الحق في أن يقسو في أحكامه أو يلين، وأما عندما تتساوق مصالح الناس ومصالح الوطن، فمن الظلم أن يأتي المؤرخ فيفسر الحركات الوطنية بالدافع الأول دون الثاني
ونجمل الرأي بأن الخير هو دائما في اتساع النظرة سواء نظرنا في الحاضر أو في الماضي، فأي أمة لا يخلو ماضيها أو حاضرها من مواضع ضعف ومواضع قوة؟ ومن الواجب إبراز الجميع ليكون في إظهار الضعف حافز للكمال، وفي إظهار القوة داع للثقة