نقطةً. لا ننتظر اتقاناً وضبطاً في قراءتنا وكتابتنا ولا سهولةً في تعلمها ما لم نطرح هذه الحروف ونستعمل الحروف اللاتينية التي لا غنى لنا عن تعلمها وإن أبقينا على حروفنا لاحتياجنا إلى تعلم ألسنة الغربيين والاقتباس من علومهم ومعارفهم. فباتخاذنا حروفهم نكون قد وفرنا على أنفسنا تعلم نوعين من الحروف
وخلاصة القول إني أؤيد معالي عبد العزيز فهمي باشا في فكرة استبدال الحروف اللاتينية بالحروف العربية، الفكرة التي بعثت على يده من جديد بعد أن كنت أول من نادى بها منذ ٣٧ سنة. فإني كنت قد بثثت هذه الفكرة في استنبول وطبعت فيها رسالة بالتركية أسميتها (إصلاح حروفه دائر) أوضحت فيها بإسهاب مصاعب التعلم والقراءة والكتابة بالحروف العربية والتصحيف والتحريف اللذين ينشآن من استعمالها وحثثت فيها الترك والعرب والإيرانيين على استعمال الحروف اللاتينية عوضها. وكان تاريخ طبع الرسالة المذكورة سنة ١٣٢٦ هجرية، أي قبل أن تستعمل الترك الحروف اللاتينية في كتاباتهم بـ ١٨ سنة. وكانت بعض الجرائد المصرية قد تناقلت خبر اقتراحي ورسالتي في حينه. ثم كنت قد دافعت عن رأيي هذا في مقالتين نشرتهما إلى جريدة العراق البغدادية سنة ١٩٢٨ وأتمنى الآن أن تروج هذه الفكرة فتقوم مصر وسوريا والعراق باستعمال الحروف اللاتينية فتقتدي بها سائر الأقطار العربية. فأهنئ معالي الباشا بقيامه بهذا المشروع
بيد أني لا أرى من الموافق إدخال بعض الحروف العربية بين الحروف اللاتينية كالجيم أو الحاء أو الخاء أو الصاد أو الضاد أو غيرها بصورها الأصلية أو مقلوبةً. وإني كنت قد عالجت الحروف العربية التي لا نظير لها في الأبجدية اللاتينية في رسالتي السالفة الذكر. وإني مرسل لمعالي الباشا نسخة منها لأجل الاطلاع. إن في الألبانية حروفا لا وجود لها في اللاتينية كالثاء والجيم والذال اتخذوا لها حروفاً تنسجم مع الحروف اللاتينية. وفي اليونانية ثاء وخاء. وهناك الطريقة التي يستعملها المستشرقون في ضبط الألفاظ العربية. وعند الروس والأرمن حروف تقابل بعض حروفنا التي لا نظير لها في الأبجدية اللاتينية فيمكن أخذ بعضها بأشكالها من الروسية واتخاذ البعض الآخر من الأرمنية بتعديل طفيف. أما حشر حروف عربية بين الحروف اللاتينية فيكون بمثابة ترقيع ثوب برقع من غير جنسه. لأن أشكال الحروف العربية لا تنسجم مع الحروف اللاتينية. وعدا ذلك إننا إذا