للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إلا مثنية على المهدي معترفة بحسن صنيعه. مبالغة في وصف الهدية وتقديرها حتى يتوهم المهدي إنه صار رابعاً لحاتم الطائي وهرم بن سنان وكعب بن مامة من أجواد العراب. . .

ولا يفوته وصف الفلاحة الإنجليزية وهي تعمل في الحقل؛ حتى ليشفق عليها من البرد يعض جسمها، ومن شمس الصيف تلوح وجهها. . ويأسف لهذا الجمال الذي ترخصه مزاولة الأعمال. وينحى باللائمة على الرجال الذين يحوجون المرأة إلى هذا الابتذال

ولو عاش الشدياق في عصرنا هذا ورأى المرأة الإنجليزية في المصانع وفي لباس الجنود، وفي طبقات الجو وحبك السماء، ولو رآها تلعب دورها في هذه الحرب الضاربة فماذا كان يقول؟

ولكن النكتة لا تفوته في هذا المقام فيضع شعرا في الفلاحة الإنجليزية يقول فيه:

فلو برزت سواعدهن يوماً ... لشاعرنا لأنشد من ذهول

بربات الحقول يحق لي أن ... أشبب لا بربات الحجول. . .

كما لا تفوته النكتة البديعية فيعمل جناساً بين الحقول والحجول

ويثني الشدياق على المرأة الإنجليزية كزوجة صالحة وربة بيت تدير شئونه وتصرف أموره على أحسن تدبير وأكمل تصريف. ويقرر (أن من تزوج بإحداهن فقد هنأه العيش وقرت عينه بما يراه من نظافة منزله مع الاقتصاد في النفقة وراحة البال من الأسباب الباعثة على القيرة)

ولقد قر هو نفسه عيناً بزوجة إنجليزية صالحة إلا إنه لم ينجب منها. ولكنه أنجب من غيرها ثلاثة ذكور أكبرهم سليم الشدياق الذي ظفر بثقة السلطان عبد الحميد واحتل في الأستانة مكانا رفيعاً.

محمد عبد الغني حسن

<<  <  ج:
ص:  >  >>