بودي لو أقف طويلاً حيال كل رواية أخرجها الأستاذ طليمات لأقارنها بروايات أخرجها الأستاذ فتوح نشاطي، وبذلك يتبين له البون الشاسع والفرق الظاهر بين المجتهد الدؤوب، وبين القاعد المتقاعس
وسأفعل ذلك إذا توفر لي الوقت، وسأتكلم عن المواقف الفنية وعن فعال العنصر النسائي في الفرقة، وسأخصص درساً لروايتي (قطر الندى) و (شارع البهلوان)
والآن أسأل: ماذا أفاد الأستاذ زكي طليمات الفرقة المصرية للتمثيل، وبماذا أساء إليها بكونه مديرها الفني؟
لقد أفاد الفن كثيراً، وسأذكر هذه الفوائد بالتفصيل في الحين المناسب، ولكن هذه الفوائد على كثرتها أقل كثيراً من إساءاته، ولا أحصى منها إلا ما يأتي:
١ - أساء إلى الحكومة في تعطيله قانون الفرقة بإدخاله اللهجة العامية وجعلها تطغى على اللغة الفصحى
٢ - أساء إلى الحكومة في إنفاق خمسة عشر ألفا من الجنيهات من أموال الدولة على (تكية) ممثلين نفعوا ذواتهم ولم يحسنوا إلى الأمة، وكان في وسعهم نفعها لو توفر لهم مدير فني يعمل للفن بدافع من الغيرة على الفن والاعتزاز بأمته
٣ - أساء إلى الحكومة التي وكلت شؤون التمثيل إلى جماعة توهمت فيهم المقدرة دون أن تقيم رقباء عليهم، فجعلوا الفرقة مطية للأهواء والشهوات
٤ - أساء إلى النهضة الأدبية وإلى سمعة مصر في البلاد العربية
٥ - أساء إلى نفسه وقد عرضها للوقوف أمام لجنة التحقيق - على حد ما ذكرت الصحف - عما نسب إليه من أمور لا شأن لي بذكرها
وأنه لمن المدهش حقاً أن تقف لجنة القراءة - وأعضاؤها من ذكرت - هذا الموقف الهين اللين من مدير الفرقة الفني، وهي تعلم أن مآلها مرتبط بسقطاته الفنية وغير الفنية، وقد يزول العجب متى أمطنا اللثام عن بعض أسباب ذلك الموقف وموعدنا قريب