لاحظت في سلسلة مقالاتك النقدية عن (عالم القصة) أنك تكرر في كثير منها قولك إنك لا تعرف - ولم تر - شخوص أغلب من تتحدث عنهم ويبدو هذا غريباً في نظري - فالقصة - في هذا اللون بالذات من ألوان الأدب - لاشك أن لشخصية الكاتب وحياته الأثر القوي في إنتاجها - ومن قرأ كتاب ديهامل (دفاع عن الأدب) الذي أهداه الدكتور مندور إلى المكتبة العربية - يذكر أن ميهامل عرف أغلب - إن لم يكن كل - من تعرض لذكره أو نقده في كتابه الحافل، من معاصريه من الكتاب أو القصصيين.
وأنت - لاشك - قد خطوت خطوة كبيرة في خدمة رسالة النقد المعنوية في هذا البلد فلم لا تحاول أن تخرج من عزلتك وتتعرف إلى من تكتب عنهم، بل وتكون معهم صداقات روحية، فإذا أمسكت بقلمك بعد ذلك لتتحدث عن إنتاج لهم، جمعت بين الصورة والأصل؛ كما أنك ستخدم تاريخ الأدب المعاصر فتترك للأجيال المقبلة صوراً حية قوية من حياة المفكرين والكتاب المعاصرين. والسلام عليكم ورحمة الله
فوزي سليمان
إلى الأستاذ دريني خشبة
لقد أضعتُ وقتا غير قليل من أيامي الماضية في تدبر أشعار أبي تمام، وجمع شتاتها، إذ احتلَّت من نفسي المكان المرموق برغم ما كان يستوقفني أحياناً عندما تتحرى الذاكرة فتعرض صوراً من أشعار بعض الشعراء القدامى مشابهة لبعض صور أبي تمام كما جاء في فصولك التي تقدمها إلينا اليوم بأسلوبك العذب، وعلى طريقتك المثلى
ولا يسعني - وأنا الحريص دائما على استيعاب كل ما يكتبه الأستاذ الفاضل - إلا أن أعرض عليه ما يأتي:
جاء في مقالك الأخير، أن أبا تمام نسخ قوله:
وأحسنُ من نْورٍ تفتحه الصِّبا ... بياض العطايا في سواد المطالب