وتكتسب بالقدر الذي يربحه الزوج. . . ثم يستطاع بواسطة العلم أو بغيره من الوسائل أن يفرز للزوج نسله عن نسل غيره بغير وقوع في شك أو ارتياب. . . إلى أن يتم ذلك فلا تتحدثن عن المساواة في الخيانة.
- إذا حدث ذلك فلن تكون هنالك زوجية. ولن يكون لها محل على الإطلاق. .
- ولن يكون للخيانة عندكن لذة ولا طعم. إذ لن يكون الزوج ضحيتها. . .
- (يا لك من خبيث!)
أحسب أن هناك اعتبارات غير الاعتبارات الاقتصادية الخاصة بالإنفاق والعائلية الخاصة بالنسل، بل أكبر من العوامل النفسية بين الرجل والمرأة حين يراد منهما بناء أسرة ورعاية أطفال. . . فلندع هذا كله، ولندع منطق الأخلاق لننظر من ورائه إلى منطق الطبيعة. . .
أحسب أن الطبيعة الخالدة كانت تقصد الإشارة إلى معنى خاص وهي تقدم أنثى الإنسان - وحدها دون بقية إناث الحيوان - مختومة مقفلة بذلك القفل الخاص! وأنها لم تحسب حساب العلم في تطوراته التي يستطيع بها فرز النسل أو لا يستطيع. فقامت هي بوسائلها الخفية الخاصة بضمان العفة في الحدود التي تملكها. وما كان عمل فرسان القرون الوسطى حين كانوا يلبسون زوجاتهم أحزمة ذات قفل في ثنايا اغترابهم للحرب، إلا محاكاة لفعل الطبيعة وامتدادا له في صورة عنيفة. فمهما كانت نظرتنا نحن اليوم إلى طريقة التنفيذ، فيجب أن نقدر أصالة الفكرة، وعمقها في تفكير الطبيعة. وإذا كان عصر من العصور ولا يسمح بفكرة القفل المادي، فإن هذا لا ينفي أن فكرة القفل المعنوي أصيلة في صميم الطبيعة كلها لا في صميم النفس الإنسانية وحدها!
إن الطبيعة لأحكم من كل فلسفة أخلاقية، ومن كل سفسطة إباحية. وإن كل انحراف عن سنتها لهو انزلاق إلى مهاوي الفناء!