الرجل المستقيم بالمرأة المنحرفة في العصر الحديث وعلى اضطراب رجل الفكريين الغريزة والوجدان أمام المرأة الخالدة، وعلى منطق الغريزة العميقة ومنطق الفكر المحلق، وعلى لغة الفناء الأرضي ولغة الخلود السماوي. . . الخ فلا مجال فيها لعرض صورة (الشك) إلا في هذا الحيز المحدود
ولكني أخشى أن يكون تصوير (الشك) في هذا المستوى الرفيع في حاجة إلى طاقة أخرى لم يزاولها حتى اليوم (توفيق الحكيم). طاقة كطاقة شكسبير في (عطيل) أو طاقة العقاد في (سارة) وطاقة الأضواء تتداخل في الظلال، لا طاقة الخطوط الحاسمة التي تفرق بين الظل والنور وإن كنت لا أظنها - بعد اليوم - بعيدة عن توفيق الحكيم. فتصويره لتأرجح (راهب الفكر) في اللحظات الأخيرة يمنحه المقدرة على تصوير (الشك) في النفس الإنسانية في هذا المستوى الرفيع
ونحن منتظرون. . .!
ثم لقد استوقفني المؤلف عند هذا الحوار بين راهب الفكر والزوجة المستهترة كانت تسخر من غيرة الرجل على فراشه، وتعد دفاعه عن هذه الغيرة حماسة منه للرجال.
- (ولماذا لم تتكلم بهذه الحماسة عن خيانة الأزواج؟
- إني لم أبح للزوج أن يخون زوجته
- وإذا خانها. أليس لها الحق أن تخونه؟
- لا
- النغمة القديمة التي نسمعها من الرجال. تبيحون لأنفسكم ما تحرمون علينا لأنكم أنتم السادة ونحن الإماء.
- بل لأن الرجل هو الذي يعرق، والمرأة هي التي تنفق. اكدحي كما يكدح زوجك واعرقي كما يعرق؛ فإذا تساويتما في التضحيات تساويتما في الحقوق. لا أقول إن الرجل يجب أن يخون. ولكنه إذا خان خان من ماله. ولكن الزوجة تخون من مال زوجها. ثم هنالك شيء آخر، هو النسل. . فالزوج يخون ولا يدخل على زوجته نسلا مدلساً. أما الزوجة فإذا خانت أدخلت على زوجها نسلا ليس من صلبه. لن تكون هناك مساواة مطلقة بينكن وبين الرجال في هذا الإثم إلا إذا تطوراً الزمن تطورا آخر فرأينا الزوجة تناضل في الحياة