والتاريخ وتعنى على الأخص بتراجم النابغين من قدامى المغرب، وتشجيع الناشئين من محدثيه.
وهذه كلمة مقتطفة من افتتاحية عددها السابع عن الأدب المغربي:
(يوجد أدب مغربي رائع الصورة، فائق الأسلوب، واضح المعالم، بين الصفة والذات، يستمد وحيه من طبيعة الأرض ومناخها، ويتغذى إلهامه من عوائد أهلها ورجالها، وهذا الأدب المغربي في حاجة إلى من ينصره، وفي افتقار إلى من يدعو إليه ويظهره.
وأحلت الجنوب التونسي والجزائري والمغربي وتخيلها، ومياه أودية الشمال الأفريقي وجبال الأطلس وشواطئ المغرب الواقعة على البحر المتوسط تطبع الأدب المغربي بطابع قوي كما طبعت الفن (المألوف) بطابع ممتاز، وتاريخ الموحدين والمرابطين وتاريخ العرب الذين نزحوا للمغرب يحملون الدين والنور والبلاغة والشعر، وتاريخ العبيديين والعائلات المالكة التي انتشر صيتها واتسع نفوذها، لبنة صالحة لإقامة الهيكل القوي الذي نريد تشييده لتوضيح سبل تفكيرنا، وخصائص ثقافتنا.
والأدباء الذين ألفوا الكتب في العروض ونقد الشعر، وفي الفقه وأحكام التشريع، والشعراء الذين تغنوا بجمال المغرب والأندلس، حريون بأن يكونوا أساتذة لنا نسير على ضوئهم.
والعلماء المغاربة الذين ألفوا في الفلاحة والطب والبيطرة والهندسة ووسعوا آفاق المعرفة في هذه الربوع، وشع نبراسهم في جنوبي إيطاليا وفي جزائر البحر المتوسط يطالبوننا بتخليد ذكرهم، والإشادة بأمرهم، حتى يكونوا قدوة لشبابنا الطموح. . .)
الرصافي وأبو حنيفة
جاء في مقال (حول وحدة الوجود) للأستاذ الرصافي المنشور بالعدد السابق ما نصه:
(حتى أن الإمام أبا حنيفة أجاز قراءة القرآن بالفارسية في الصلاة) مع أن أبا حنيفة الفارسي يقول:
(لو قرأ بغير العربية فأما أن يكون مجنوناً فيداوى، أو زنديقاً فيقتل)، كما ورد في ص١٣٦ من شرح الفقه الأكبر لأبي حنيفة، للعلامة ملا علي القارئ، نقلا عن شارح عقيدة الطحاوي عن الشيخ حافظ الدين النسفي في المنار. فهل عند الأستاذ الرصافي نص يؤيد ما قال؟