أيضاً يلاحظ - بأكثر وضوح من ملاحظتي - عجز العلم عن تغيير الإنسان)
ويقول ويلز:(كل ما يفعل الأفراد والأمم هو نتيجة من البواعث الغريزية المؤثرة تأثيراً عكسياً في الأفكار التي نفثتها المحادثة والكتب والصحف ودروس المعلمين في عقل الشعوب. والفرق بين إنسان اليوم وإنسان كرمنيون فرق ضعيف كل الضعف: إن الفرق الأساسي هو في سعته ونوع الحصيلة العقلية التي تكونت على مر خمسمائة وستمائة القرن الفاصلة بين الأول والثاني)
ويقول كليمنصو:(إن الانفعال هو الذي يدفعنا إلى الفعل، وليس القياس (يعني ليس العقل والفكر). . . أليس الذي يفضي بنا إلى أعمال الحياة هو تتابع حركات انفعالية، تحدث عن صواب أو خطأ، ثم يتقدم العقل بعد ذلك لتبرير هذه الأعمال؟)
ويقول جستاف له بون، أو ماكس نردو:(العقل ينشئ العلم، والوجدانيات تسير بالتاريخ). ويقول له دنتك أيضاً:(أن توجد هو أن تكافح، وأن تحيي هو أن تغلب) و (الأنانية هي الإس الوحيد لكل جمعية)
رابعا:(إن تحقيق المساواة لجميع سكان العالم في الحياة المادية، وهو ما يقضي به التطور الذي نشهد آثاره، كفيل بمنع الحرب وإقرار السلام)
والثابت أن المساواة، مادية كانت أو معنوية، مستحيلة في البشر لاختلافهم وتفاوتهم تفاوتاً طبيعياً، جسمياً ونفسياً على ما ذكر آنفا، فليست إلا خيالاً وخرافة. ومفهوم المساواة التي أعلنتها الثورة الفرنسية - مثلا - غير معناها في العقول العامية ومن يظن أن المساواة المزعومة التي تشمل البشر سوف توجد يكون واهماً. وأكبر منه وهماً من يظن أنها ستعم الأرض قاطبة في مستقبل قريب
يقول ده لني أيضاً:(إن النظام المنعوت بالرأسمالية أخذ في التهدم لينتهي، من طريق الدولة الاشتراكية إلى الشيوعية والعبودية. . . وتلك قفزة مخيفة إلى المجهول)
وأخيراً، يقول كليمنصو أيضاً:(إن جدا أعمى يعلق المستقبل، ولا يستطيع العقل التجريبي أن يعد بشيء وراء الرجاء وهذه خسارة يتحملها) و (نحن - على الخير والشر - تحت سيطرة سنن لا تلين. فهل من المؤكد أن عندنا ما نتعاتب فيه؟ ألا يكون أعلى المقدور لنا أن نقتتل ونتحاب في آن؟ إننا نخفف من فظاعة الكفاح بفترات احترام، حتى بتواد بين