السر الحية، أليس في ذلك مشابهة قاسية لما نسميه بسلامة طوية عند بني جنسنا سلام الإنسانية؟ بلى. إن هذا السلام الذي في وسعنا أن نهديه إليكم نرغب فيه ونعظ به الناس وصداه يرن في معابدنا، فانظروا ما صنعنا به؛ إن الحرب لا تزال قريبة جدا من حالنا الطبيعية، والسلام لا يزال في أكثر الأحيان نظاما للقسوة؛ وأنتم أنفسكم، يا من تشكون بحق، لا يبقي بعضكم على بعض؛ وارتفاع طاقتنا يجعلنا جميعاً على حال - سارة أو سيئة - نبيد فيها كل ما يقع تحت سلطاننا)
من يدري درس أو لم يدرس علمي النفس والاجتماع كل أولئك الشهود الذين ورد شيء من كلامهم في هذا المقال. لكن إذا كان لعرفانهم قيمة، فلا غرو أن يقول قائل: إن منع الحرب حلم الأبد وبوده لو يكون قريب الأمد. والحق أن السلم العالمية أمنية مثالية، حتى أن فرض جدلاً أنها قد تتحقق في زمان قصي من الأبدية؛ فليس اليوم بد من اعتبارها حلم الأبد.