بسحر الوعود الكذابة، وضمان ذلك أن ينشر الناخبون أمام عيونهم صفحات المرشحين للنيابة عنهم فيشرفو بالنيابة ذوي الجهاد والخلق والفضل والعلم ونزاهة النفس وعفة اليد والاعتزاز بكرامتهم وكرامة مصر سواء أكانوا أغنياء أم فقراء، وجهاء أم من صميم الشعب، ومن العار عليهم أن يبعثوا إلى دار النيابة تماثيل من حجر أو من خشب، لها حسبان في العدة، ولا أثر لها في رخاء أو شدة، وإذا كان الدستور قد استنقذ من بين أنياب الاحتلال فإن الإنجليز يرصدون على الشعب هفواته، ويحصون على كل نائب زلاته، فليدقق الشعب في الاختيار، وليفقه النواب تبعة هذا الفخار،
أيها الشعب لقد صر ... ت من المجلس قابا
فكن الحر اختيارا ... وكن الحر انتخابا
إن للقوم لعْينا ... ليس تألوك ارتقابا
فتوقع أن يقولوا ... من عن العمال نابا
ليس بالأمر جديراً ... كل من ألقى خطابا
أو سخا بالمال أو قد ... م جاهاً وانتسابا
أو رأى أمية فاخ ... تلب الجهل اختلابا
فتخير كل من شَبَّ ... على الصدق وشابا
وفي قصيدة مشروع ٢٨ فبراير يكرر هذا النصح، وبين وظيفة البرلمان وخطره:
قل للكنانة قول الصدق من مَلكٍ ... مؤيد بالهدى لا ينطق الكذبا
دار النيابة قد صفت أرائكها ... لا تجلسوا فوقها الأحجار والخشبا
اليوم يا قوم إذ تبنون مجلسكم ... تبنون للعقب الأيام والحقبا
وإن رضيتم عمرتم ركنه ثقة ... وإن غضبتم تركتم ركنه خربا
وإنما هو سلطان يُدَان له ... إذا تكفل بالأعباء وانتدبا
يقول عنكم ويقضي غير متهم ... العهد ما قال والميثاق ما كتبا
وفي قصيدته (العلم) يقول:
ناشدتكم تلك الدماء زكية ... لا تبعثوا للبرلمان جهولا
فليسألن عن الأرائك سائل ... أحملن فضلا أم حملن فضولا