نرجو إذا التعليم حرك شجوه ... ألا يكون على البلاد بخيلا
قل للشباب اليوم بروك غرسكم ... دنت القطوف وذللت تذليلا
- ١٠ -
وبعد فنختم دعواته إلى الدستور وضرورته وآثاره بأبيات من تحيته للنسر المصري المرحوم محمد صدقي حين قدم طائرا من برلين إلى القاهرة سنة ١٩٣٠ يدعوه فيها أن يحلق فوق قبة البرلمان السامقة المسموكة للفصل في مشكلات مصر، يتنافس النواب والشيوخ هناك ذائدين عن الحق كالبنيان المرصوص
قف تأمل من علو قبة ... رفعت للفصل والرأي الصراح
نزل النواب فيها فتية ... في جناح وشيوخا في جناح
حملوا الحق وقاموا دونه ... كرعيل الخيل أو صف الرماح
ثم في رثاء المرحوم أبى هيف بك يسر إليه حديث الائتلاف، ويختم الحديث والقصيدة بقوله لسعد:
أخرج لأبناء الحضارة مجلساً ... يبقى على اسمك في العصور ثناء
ويقول في رثاء سعد:
أو لم يكتب لها دستورها ... بالدم الحر ويرفع منتداها؟؟
وفي رثاء إسماعيل باشا أباظة يقول:
إذا سلم الدستور هان الذي مضى ... وهان من الأحداث ما كان آتيا
ألا كل ذنب لليالي لأجله ... سد لنا عليه صفحنا والتناسيا
- ١١ -
ولقد كنا نحمد شوقي لو أنه استمسك بالدستور واستعصم ثم استكفى، وبحسبنا منه الإثارة والتوجيه، ولكنه مع ذلك أرشد الشعب إلى واجبه في اختيار نوابه، السفراء برأيه، المعبرين عن رغباته، الناظرين بلسانه، الذائدين عن كرامته وحريته وسلطانه، فليحسن الشعب اصطفاءهم، وليحذر عوامل الخديعة ومضلة الاختيار.
فلا يؤثر الثراء أو الجاه، ولا يبيع التزكية بمال، ولا يتخدر بخلابة الخطابة، أو يتأثر