لقد نجا العالم العربي من حرب الإنسان التي تهدم لتجدد، وتقلم لتثقف، وتبيد لتزيد، فهل نجا من حرب الحيوان التي تقتل لتأكل، وتغلب لتلذ، وتغصب لتحتكر؟ أنك يا سيدي أبصر من أن بصر. والنتن يتم على وجوده، والشر يدل على نفسه. ومن لا يرى يسمع. ومن لا يسمع يشم. ومن أعوزه الدليل في نفسه وجده في غيره. فليت شعري ماذا أعد سادتنا وزعماؤنا للسلم التي تعقب هذه الحرب؟ أن أقطاب العالم الثلاثة قد استعدوا من اليوم لتعمير ما أندثر من المدن، وتجديد ما رث من النظم، فهل يستطيع أقطابنا الثلاثون أن يستعدوا لتعمير ما خرب من الضمائر، وتجديد ما رث من الأخلاق وتوثيق ما وهى من العقود؟