والتعجب والمرح والوجوم. ولا تدعك هذه المرائي الجميلة العجيبة تفلت من بهجتها إلى التفكير فيما يحزنك من هموم العيش، ولا يخليك الجمال والجلال من نظر سادر، وخيال حائر، ووجوم سار ولذة يشوبها حزن.
ولا يمكنك هذا الجريان الذي هو أشبه بالزمان أن تحس مضي الوقت. ولا ينبهك طول الزمن من التمادي مع هذا الجريان وما احسبني جلست على هذه الربوة فقدرت الجلوس بالطول والقصر، والساعات والدقائق، ولكنها أفكار متوالية، ونظرات متمادية، وصور متتابعة، لا يدري الإنسان بينها أهو في فراغ الأمريكي أم في شغل، وفي تفكير أم في غفلة، وفي جد وفي لهو، يدعوه صحبه إلى الكلام أو القيام فيتكلم مشغولاً بها، ويقوم وملء عينيه التلفت إليها، وفي جوانحه الحنين إلى معاودتها. . .