للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واعجب مما تقدم أن يبرز الأستاذ مطالبته بهذه المثالية بزعم أن الفرقة المصرية (حكومية بكل معاني الحكومية) وكان الحكومية في روعه مدعاة إلى أن تغير الأشياء من طبائعها وتتردى في مهاوي الفشل والخيبة لخروجها على محاور ذاتيتها، فتكون الفرقة هيئة لا يحسها إلا المقعدون ولا يأبه لها إلا الحالمون، تعيش على هامش الحياة كالتكابر وملاجئ العميان. . .

(وحكومية) الفرقة، وهم من أوهام الأستاذ الزحلاوي، لأنه من أولى مستلزمات هذه (الحكومية) أن تدفع الحكومة أجور الممثلين وكافة مصاريف الفرقة، وهذا غير ما هو واقع في الفرقة، وقد سبق أن قررت أن الفرقة هيئة تشملها رعاية الحكومة كما تشمل هيئات أخرى تمدها بالإعانة، وأن الإعانة التي تدفعها لا تفي بأجور الممثلين فحسب.

لندع الأوهام ولنواجه الحقائق. . أن مسرحنا المصري كائن كما يستحق كل مصري أن يكون، وكما نكون نحن يكون مسرحنا. ونحن نستطيع أن نقدم مسرحيات لشاكسبير وموليير وديماس الابن واوسكار وايلد وايملي برونتي إلى جانب فكاهيات ومحاولات من وضع أقلام مصرية لم يصل إلينا خير منها، نقدمها على مضض لتغري الجمهور على غشيان مسرحنا وتذوق مسرحيات من ذكرت من صفوة المؤلفين العالمين، ونحن فيما نفعل نرقص على إيقاع الزمان ونصدر عن مثالية المسرح في بلد لا أود أن اذكر النسبة المئوية في متعلميه. فإذا كانت هذه الحال تمض السيد الزحلاوي حقا فليجرد قلمه على الجمهور يوجهه ويستحثه على مشاهدة النفيس من المسرحيات، فهذا أجدى به، وبنا ابر واكرم. أما أن يوبس الثري بيننا وبينه مسوقاً بنطحات عاطفية وشطحات شخصية لا ترتكز على الروية والاعتبار فأمر أرجو أن يعاود النظر فيه.

زكي طليمات

<<  <  ج:
ص:  >  >>