بالطائف بحيث لا تراهما عين بشر. لا تنظري ألي كالمرتابة، فهذا الخبيث ابن هلال قد ألقى الطاعة إلى إبليس حتى عظم أمره عنده فهو يخدمه ويناطقه، وحتى لقد ترك له الصلاة العصر تقرباً إليه، وحتى أباحه إبليس أن يأمر الشيطان تتلعب ببني آدم ومن شرطه عليه أن لا يزال أبدا يجمع بين الرجال والنساء في الحرام. وهو رجل كما يقول مولاي. . .) قالت ظمياء: وان لك لمولى يا صهباء؟ قالت صهباء: دعيني حتى أتم يا ظمياء. . هو رجل قد أوتى من القوة على السحر والقدرة على تلبيس أنظار الناس ما لم يجتمع لأحد من شياطين السحرة قبله، فلو هومس وجه امرئ بمنديله الأزرق ذي الوشي لم تأخذه عين بشر. وهكذا هو يفعل بمولاك وصاحبتيه حتى لا يراهم الناس. قالت ظمياء: وان هذا يكون؟! قالت صهباء: نعم! وليس في الأرض أحد يطيق أن يدر أشر هذا الشيطان الخبيث إلا مولاي. فقالت لها ظمياء: ولكن أني لمولاك يا صهباء أن يكون عرف الذي خبرتني به إن كان ما تقولين عن مولاي مما سمعته منه؟ قالت ظمياء: فدنت مني ونظرت في عيني بعينين مذعورتين يخفق فيهما مثل شقائق البرق، ثم قالت: ما من شيء يفعله هذا الخبيث ابن هلال حيث كان إلا كان عند سيدي خبره. فقالت لها ظمياء: ويبي! أحقاً قلت يا صهباء؟ قالت: وي، أو كنت كاذبة عليك وما أنا وأنت إلا من هذه الجواري الغريبات المستضعفات؟ ومالك تكذبيني وان عندي من برهان ذلك ما لا قبل لك برده. قالت ظمياء: بالله! قالت!: بالله، فاذهبي إلى صوان سيدك في هذه الغرفة التي إلى جوارنا، واخرجي من بين المطرف السابع والثامن من ثياب مولاك ما تجدين!
(قالت كلثم امرأة ابن أبي ربيعة):
(فهبت ظمياء فدخلت إلى صوانك (تعني عمر) فأخرجت شيئاً رجعت به إلى صهباء. ثم إذا هي تدخل علي وتقص قصة ما كان، فأمرتها أن تأتيني بصهباء لأسمع ما تقول، فروت لي كل ما حدثتك به يا أبا الخطاب.
(قال عمر بن أبي ربيعة):
(فما تمالكت أن قلت لكثم: ما تقولين؟ وأي شيء هذا الذي كان بين مطرفي السابع والثامن؟ فقالت كلثم رويدك يا عمر، أما أن تدعني أتم وإلا والله لأسمعت مني شيئاً حتى يقطع الموت بيني وبينك. قلت: ويحك، فأتمي: