للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إذن أيتها الحمقاء). (أنا حمقاء أيها الفاجر الفاسق! ثم قامت إلى صوانها فاستخرجت منه شيئاً ونشرته لعيني، فإذا سرقه من حرير أبيض عليها صورتان، فما تأملتها إلا كانتا والله قينتي ابن هلال حيث رايتهما وسمعتهما بالكوفة، ولقد كانتا في السرقة اجمل وافتن وأحب إلي مما كانتا. قلت: إنهما والله يا كلثم قينتا ابن هلال! قالت: وصدق الشيخ أيها الفاجر! أتدع حرائر بني مخزوم إلى الخبيثات الدنيئات من بغايا الكوفة، تخالف إليهن تحت الليل والسحر والكفر وعبث الشيطان بك وبعقلك.

(قال عمر): وإذا جوان بالباب ينظر إلى الصورتين، ثم يتقدم ويقول: ما بك يا أماه: فتقول: هذا الخبيث الفاجر يدع الحرائر من بيني مخزوم ملطمات ويختلف إلي زواني الكوفة يقتادهن إليه الخبيث ابن الهلال بالسح والطلاسم. وهذا منديله يمسح به الغبار وجهه لا يراه الناس ساعياً إلى فجوره.

(قال عمر): وجعلت نقص على جوان قصة ما كان، وهي تنتظر إلى كاللبؤة المجرية ريعت أشبالها، فما كادت تفرغ حتى جاءت ظمياء معجلة تقول: مولاتي، صهباء بالباب. قالت كلثم: إيذني لها. فما كدت أراها حتى فزعت قائماً إليها وأخذتها بغدائرها: (وإنك لأنت أنت أيتها الشيطانة؟) فأنقضت على كلثم تذوذني عنها وتقول: دعها أيها الفاجر! قلت: إنها فتن جارية الخبيث الفاجر عبد الله بن هلال، ولطالما خدمتني الكوفة! أليس كذلك يا فتن؟ قالت: ارحمني يا سيدي فما أنا إلا جارية يائسة مسكينة يركبني هذا الشيطان بخبثه وخبائثه. قلت: وأين أبن هلال صديق إبليس وصاحبه قالت، ما تدركه يا مولاي! فقد أرتحل الليلة وتركني أتبعه والثقل وقلت: وما جئت تبغين! قالت: أرسلني أطلب بع المال من مولاتي.

قالت كلثم: دعها يا عمر الآن، لقد ضللت إذن وبئس ما فعلت، ووالله لقد خدعني الشيطان ابن هلال. أين كان عقلي!

فقال جوان: والله يا أمه! لقد كان فجور أبي بامرأتين خبيثتين من بغايا الكوفة، احب إلى من شركك بالله وكفرك! قومي يرحمك الله مما كان من ضلالك وكفرك. . .)

محمود محمد شاكر

<<  <  ج:
ص:  >  >>