أما الشعراء الذين تلمح أثر الزيات فيهم فيمتاز كل منهم بأنه ملك القدرة على الكتابة نثراً رصيناً وشعراً قوى السبك حلو الرنين، وفي مقدمتهم الأساتذة: علي محمود طه وعبد الغني حسن ومحمود الخفيف وحسين محمود البشبيشي وأنور العطار ومحمود السيد شعبان. وكل منهم يحتل مكاناً عالياً في الخلود الأدبي مع اختلاف في المزاج والاتجاه سنعرض له أخيراً عند الكلام عن المدارس الرسالة الشعرية.
مدرسة الرافعي
كون الرافعي رحمه الله مدرسة كبيرة، ولكنها في الحقيقة لم تنجح كل النجاح في تقليده تقليداً كاملاً، وإن كانت قد أحبت نهجه ودافعت عنه وألف بعضهم فيه كتاباً قيماً ولعل صعوبة التقليد للرافعي ناشئة عن خياله الخارق للعادة ودرايته العجيبة بكل شاردة أو واردة في اللغة والأدب. ومن تلامذة هذه المدرسة من لم يتأثر إلا بها، ومنهم الأساتذة الإجلاء سعيد العريان، وعلي الطنطاوي، ومحمود محمد شاكر. ولعل أقرب الشعراء إلى هذه المدرسة هو محمود حسن إسماعيل، ولكننا قد نلمح للرافعي أثراً في بعض الشعراء وسنعرض لذلك بعد الكلام عن مدرسة العقاد.
مدرسة العقاد
أما العقاد فله مدرسته وله شخصيته وهي الآن أشد أثراً، ولم ينجح كل تلاميذه في تقليده وإن نهجوا نهجه في طريق البحث والتفكير ووسائل التقسيم والتفسير. ولقد برز منهم أساتذة أفاضل في مقدمتهم الأساتذة: سيد قطب، وعلي أدهم، والزحلاوي والجبلاوي. وممن تأثروا به في الشعر غير سيد قطب والجبلاوي مخيمر والحملاوي والعوضي الوكيل وخاصة في بدء نشأتهم
وهناك مدرسة شعرية بين المدارس الثلاث: وهم شعراء جمعوا بين القوة الديباجة ورقة الموسيقى من الأستاذ الزيات. وقوة الخيال الشعري من المرحوم الرافعي. وملكوا العمق التأملي في الخفايا الوجدانية من الأستاذ العقاد، وأغلب هذه المدرسة من الشباب وفي مقدمتهم الأستاذ محمود إسماعيل والأستاذ سيد قطب والأستاذ حسين البشبيشي والأستاذ عبد الرحمن الخميس وفي هؤلاء صوفية حبيبة وروح فني وضاء