نصب القول على المجلات العامة، فهذه هي التي تزعم أن من الممكن بل من الواجب أن تكون لها روح عامة برغم تنوع موضوعاتها وعندما تتعدد أمثال تلك المجلات وتتفاعل تياراتها المختلفة سيبدأ الرأي العام في أن يتكون.
الرأي العام وليد لفلسفات فردية تشع في المجتمع. والمجتمع بدوره لا يستطيع أن يتمثلها إلا إذا تركت له الحياة الاقتصادية. من الراحة والفراغ ما يمكنه من تأملها. وتلك الفلسفات لن تنمو إلا عن طريق المعلم أو الصحافة، وإصلاح الأخيرين لا يمكن أن يتم بقرار من قرارات الدولة، بل ولا قانون من قوانينها وإنما لابد لتحقيقه من سنين طويلة تتضافر فيها جهود الأفراد والحكومات. ولابد لنا من أن ننتظر، مع استمرارنا فيما نحن بسبيله اليوم من فتح المدارس والجامعات ومناقشة مناهج الدراسة والتعليم، وحسن القيام على دور التمثيل والسينما ومحطات الإذاعة وما شابهها من وسائل نشر الثقافة بين الشعب. وإن يكن هناك ما نستطيعه لساعتنا فهو تعويد الجمهور أن يتجرع ما ينفعه والصمود له عندما تدفعه غرائزه الدنيا إلى التماس اللذات الرخيصة.
الرأي العام لم ينضح بعد في بلادنا، ولكن لا محل لليأس فنحن سائرون إلى الأمام، وما علينا إلا أن نواصل السير في ثقة وشجاعة.