للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بنفسه وذوقه واستعداده وروحه أو روح المدرسة التي وصلت زعامتها إليه، ينشد الحق والخير، وينبغي النهضة والإصلاح.

وفي الكتاب ظواهر كثيرة جديرة بالتسجيل والالتفات أولاها أن المنهج الذي جرى عليه المؤلف منهج حديث سليم، يتذوقه أولئك الذين درسوا على مناهج الغربيين

والظاهرة الثانية هي الدقة في تحري الحقائق في مظانها، ورد الأقاويل إلى مصادرها، مع الإحاطة بأغلب المصادر من مطبوع ومخطوط.

والثالثة الوضوح التام، والتمييز بين المعاني المختلفة والآراء المتباينة، وإيراد الحجج لأنصار الرأي ومخالفيه، والخروج بعد ذلك بالنتيجة الصحيحة.

وعنوان الكتاب (تمهيد لدراسة الفلسفة الإسلامية)، يشير إلى الغرض الذي يرمي إليه صاحب الكتاب، وهو دعوة المفكرين والطلاب إلى السير في هذا الطريق، واستيفاء البحوث التي أثارها وفتح أبوابها فكانت موضع النظر والتفكير الطويل

وأبرز الآراء وأكثرها خطراً القول بأن الفلسفة الإسلامية الصحيحة ينبغي التماسها في بفقه الإسلامي

هذه القضية تناقض تمام التناقض ما يقول به المستشرقون بأن المسلمين عارون عن الفلسفة، وأن الفلسفة التي دخلت إلى ثقافتهم يونانية.

ومنهم من يعتبر أن علم الكلام هو أصل الفلسفة الإسلامية وأن علم الكلام عند المسلمين مستمد من الفلسفة اليونانية متأثر بها.

ومنهم من يرد بعض الفلسفة الإسلامية إلى الفرس والهند

أما أن الفقه هو اصل الفلسفة الإسلامية، فنظرية جديدة لاشك أنها ستفتح باباً جديداً للبحث والجدل والمناقشة.

ويرى مصطفى باشا بعد الاستشهاد بأقاويل المؤرخين الإسلاميين أن الشافعي هو (أول من وضع مصنفاً في العلوم الدينية على منهج علمي)؛ ومصنف الشافعي هو (الرسالة).

ونحب أن ننقل إليك ما كتبه مصطفى باشا عن (مظاهر التفكير الفلسفي في الرسالة) بعد أن حللها تحليلاً وافياً:

(ورسالة الشافعي كما رأينا تسلك في سرد مباحثها وترتيب أبوابها نسقاً مقرراً في ذهن

<<  <  ج:
ص:  >  >>