وصادقون ومخلصون و (ما الخلاص إلا في الإخلاص) كما يقول أبو المنصور الثعالبي ورئيس القوم ملآن من الفضائل الإسلامية ومن العربية والوطنية، وهو كما أردت وكما أحببت وكما قلت:
إذا ما تبينا الأمور تكشف ... لنا وأمير القوم للقوم خادم
لا يتركنّ قليل الخير يفعله ... من نال في الأرض تأييداً وتمكينا
وقد أتى بكثير الخير وأكثره. ومهرجانك هذا هو حسنة من حسنة من حسناته.
كونت العربية في اللغات تكوين الألماس والراديوم في المعدنيات.
(صنع الله الذي أتقن كل شيء)
ولله أن يفضل لساناً على لسان، وأن يحظى إنساناً على إنسان
(ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات)
والشيخ يقول في (الفصول والغايات): (وربك خص بالفضيلة من أختار) وإذا قال العبقري ابن جني: (إنني إذا تأملت حال هذه اللغة الشريفة الكريمة اللطيفة وجدت فيها من الحكمة والدقة والإرهاف والرقة ما يملك على جانب الفكر، حتى يكاد يطمح به أمام غلوة السحر) فما غالي بما قال ولا بالغ بل كان من المقتصدين. وهذا شيخ العربانيين العلامة الكبير (نلينو) الذي حذق لغات متقدمين ومتأخرين من الغربيين والشرقيين يعالن في خطبة غير متسمح في الكلام ولا مصاد بأن (العربية تفوق سائر اللغات رونقاً وغنى، ويعجز اللسان عن وصف محاسنها).
(ولو أبصروا ليلى أقروا بحسنها ... وقالوا بأني في الثناء مقصر)
فـ (لغة العرب افصح اللغات، وبلاغتها أتم البلاغات)
ولو تمثلت لغة غادة لأنشد المنشدون:
فدقت وجلت واسبكرَّت فأكملَت ... فلو جُن إنسان من الحسن جننتِ
فتنت هذه العربية (أبا العلاء) فتوناً، وسحرته فنونها، فأقبل رجلاً مسحوراً. شغف بكتابها (قرآنها) ذاك الشغف، وكلف بقريضها أي كلف، وهام بألفاظها هيامه بأقوالها.
(أن هذا الكتاب الذي جاء به محمد كتاب بهر بالإعجاز.
ما حذي على مثال، ولا أشبه غريب الأمثال. . جاء كالشمس اللائحة. . لو فهمه الهضب