للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

قال أبن الأثير: (وحمل رأسه (أي رأس المستعين) إلى المعتز وهو يلعب بالشطرنج، فقيل هذا راس المخلوع. فقال ضعوه حتى افرغ من الدست. . .).

وفي كتاب (الديارات) للشابشتي وصف مؤثر لهذا المشهد المحزن الذي حل برأس المستعين. قال: (وذكر أحمد ابن حمدون قال: بنى المعتز في الجوسق في الصحن الكامل بيتاً قدرته له أمه ومثلت حيطانه وسقوفه، فكان أحسن بيت رئي. قال: فدعانا المعتز إليه فكنا في أحسن يوم رئي سروراً. وخلف الستارة مغنية تغني أحسن غناء ليس لي بها عهد. قال: فنحن في ذاك، إذ دخل علينا خادم في يده طبق عليه مكبة، فوضعه في وسط البيت، وكان في يد المعتز قدح فنشربه وشربنا، ثم قال للخادم: أرفع المكبة فرفعها فإذا رأس المستعين في الطبق، فلما رأيته شهقت وبكيت.) فقال لي المعتز: يا ابن الفاعلة ما هذا؟ كأنك داخلتك له رقة. فثاب إلى عقلي وتماسكت وقلت: ما كان لرقة ولكني ذكرت الموت. فأمر الغلام برد المكبة ورفع الطبق، فرفعه. وكان المعتز داخلته فترة، وكذلك جميع من حضر وافترقنا عن الحال التي كنا عليها من السرور. قال: فنحن كذلك إذ سمعنا وراء الستر ضجة أفزعتنا، فإذا امرأة تصيح، وامرأة أخرى تشتم الصائحة، والصائحة تقول: يا قوم أخذتموني غضباً ثم تجيئوني برأس مولاي فتضعونه بين يدي! فسمعنا صوت العود قد ضرب به رأسها. قال: وكان الشاتم لها والضارب قبيحة، وكانت الجارية من جواري المستعين. قال: فانصرفنا عن المجلس أقبح انصراف وقد تنغص علينا ما كنا فيه، ولم تمض إلا أيام يسيرة حتى وثب الأتراك على المعتز فقتلوه. ثم دعي بنا لننظر إليه فدخلنا عليه في ذلك البيت، فإذا هو ممدود في وسطه ميتاً).

٢ - رأس صالح بن وصيف

روى قصته الطبري في حوادث سنة ٢٥٦ هـ، ودونك بعض ما قاله في رواية مقتله: (. . . وقيل إنه حمل على برذون صنابي والعامة تعدو خلفه وخمسة من الخاصة يمنعون منه، حتى انتهوا به إلى دار موسى بن بغا،. . . لما صاروا به إلى حد المنارة ضربة رجل من أصحاب مفلح ضربة من ورائه على عاتقه كاد يقذه منها، ثم احترزوا رأسه وتركوا جيفته هناك، وصاروا به إلى دار المهتدي، فوافوا به قبيل المغرب وهو في بركة قباء رجل من غلمان مفلح بقطر دماً، فوصلوا به إليه وقد قام لصلاة المغرب فلم يره، فأخرجوه

<<  <  ج:
ص:  >  >>