للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ليصلح، فلما قضى المهتدي صلاته وخبروه أنهم قتلوه صالحاً وجاءوا برأسه؛ لم يزدهم على أن قال واروه، وأخذ في تسبيحه. . . فلما كان يوم الاثنين لسبع يقين من صفر حمل رأس صالح بن وصيف على قناة وطيف به ونودي عليه: هذا جزاء من قتل مولاه. ونصب بيان العامة ساعة، ثم نحى وفعل به ذلك ثلاثة أيام تتابعاً. وأخرج رأس بغا الصغير في وقت صلب رأس صالح، يوم الاثنين؛ فدفع إلى أهله ليدفنوه. . . فقال السلولي لموسى إذ قتل صالح بن وصيف:

وصيفُ بالكرخ ممثولٌ به وبُغاً ... بالجسر محترق بالجمر والشرر

وصالح بن وصيفٍ بعد منعفرٌ ... في الحَيْر جيفته والروح في سقر

ثانياً - رؤوس جماعة من بني أمية

بين يدينا أخبار رؤوس لقوم من بني أمية، قطعت قبيل ظهور دولة بني العباس؛ أو إبان ظهورها، ثم نقل بعض هذه الرؤوس إلى العراق، وكان من أشهرها:

١ - رأس عبيد الله بن زياد

الوقعة التي قتل فيها ابن زياد مشهورة في التاريخ. قال ابن عبد ربه: (. . . ولما التقى عبيد الله بن زياد وإبراهيم بن الأشتر بالزاب. قال: من هذا الذي يقاتلني؟ قيل له: إبراهيم بن الأشتر. قال: لقد تركته أمس صبياً يلعب بالحمام. قال: ولما قتل ابن زياد بعث المختار برأسه إلى علي بن الحسين بالمدينة. قال الرسول: فقدمت به عليه انتصاف النهار وهو يتغذى. قال: فلما رآه قال سبحان الله ما اغتر بالدنيا إلا من ليس لله في عنقه نعمة، لقد ادخل رأس أبى عبد الله على ابن زياد وهو يتغذى. وقال يزيد ابن معن:

أن الذي عاش ختَّاراً بذمته ... ومات عبداً قتيل الله بالزاب

٢ - رأس مروان الحمار:

وهو مروان بن محمد بن مروان بن الحكم آخر خلفاء بني أمية. وبقتله طويت صفحة بني أمية من ديار المشرق. قال ابن الأثير في رواية مصرعه: (وحمل رجل على مروان فطعنه وهو لا يعرفه، وصاح صائح: صرع أمير المؤمنين فابتدروه، فسبق إليه رجل من أهله الكوفة كان يبيع الرمان فأحز رأسه فأخذه عامر فبعث به إلى أبى عون، وبعثه أبو

<<  <  ج:
ص:  >  >>