للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

العون إلى صالح، فلما وصل إليه أمر أن يقص لسانه؛ فأنقطع لسانه فأخذته هر. فقال صالح: ماذا ترينا الأيام من العجائب والعبر، هذا لسان مروان قد أخذته هر. وقال الشاعر:

قد فتح الله مصر عنوةً لكم ... وأهلك الفاجرَ الجَعْديَّ إذ ظلما

فلا مقولة هرٌّ يجرره ... وكان ربُّك مِن ذي الكفر منتقماً

وسيره صالح إلى أبي العباس السفاح. وكان قتله لليلتين بقيتا من ذي الحجة، ورجع صالح إلى الشام. . .، ولما وصل الرأس إلى السفاح وكان بالكوفة؛ فلما رآه سجد ثم رفع رأسه فقال: الحمد لله الذي أظهرني عليك وأظفرني بك، ولم يبق ثاري قبلك. . .)

٣ - رأس مصعب بن الزبير

قال ابن عبد ربه في رواية مقتل مصعب بن الزبير: (. . . فجاءه عبيد الله بن ظبيان وكان مع مصعب، فقال: أين الناس أيها الأمير. فقال: غدرتم يا أهل العراق. فرفع عبيد السيف ليضرب مصعباً. فبدره مصعب فضربه بالسيف على البيضة، فنشب السيف في البيضة، فجاء غلام لعبيد الله بن ظبيان فضرب مصعباً بالسيف فقتله. ثم جاء عبيد برأسه إلى عبد الملك بن مروان وهو يقول:

نطيع ملوك الأرض ما أقسطوا لنا ... وليس علينا قتلهم بمحرم

قال: فلما نظر عبد الملك إلى رأس مصعب خر ساجداً، فقال عبيد الله بن ظبيان وكان من فتاك العرب: ما ندمت على شيء قط ندمي على عبد الملك بن مروان إذ أتيته براس مصعب فخر ساجداً؛ أن لا أكون ضربت عنقه فأكون قد قتلت ملكي العرب في يوم واحد. .، الرياشي عن الأصمعي، قال: لما أتي عبد الملك برأس مصعب بن الزبير، نظر إليه ملياً ثم قال: متى تلد قريش مثلك. . .)

(البقية في العدد القادم)

ميخائيل عواد

<<  <  ج:
ص:  >  >>