يرسم صور الأشخاص وصور الطبيعة الحية والطبيعة الصامتة في يسر وسهولة وتوفيق في التعبير والأداء، ومنهم أيضاً رتشارد سكوت (١٨٦٠ - ١٩٤٢) وهو من أصل ألماني، وقد قيل عنه إنه رسام أدبي، أي أنه يعني بما تقصه الصورة أكثر عناية بالشكل. وقد تتلمذ على ويسلر، ولكن غلب عليه طابع التأثر بين خاصة ديجا - وصوره تغلب عليها الألوان القاتمة والظلال، وكان يفضل الرسم في الأيام الغائمة، وأكثر رسومه لردهات داخلية قليلة الحظ من الضوء.
وأود أن أشير هنا إشارة خاصة إلى الصورة رقم ٨٨ (منظر لإثيل ووكر) وهي من أنفس ما في المعرض، والذي يتأمل هذه الصورة تأملاً صادقاً ينسى ما تحكيه - أي البحر والأمواج - ويذكر العاطفة الحية المتوثبة. الغامضة، الشادية، التي تستولي على نفوسنا أحياناً، فتجعلنا نحس أن الكون لحن كبير قوي، وإننا بعض هذا اللحن نحس موسيقاه في قلوبنا، وتهزنا هذه الموسيقى هزاً منغماً كما يهتز القارب الصغير على صفحة الأمواج اهتزازا قوياً متداركاً
قلنا إن الفنان الذي يلتزم حدود ذاته يستطيع أن ينتج شيئاً ما، ونقول أيضاً إن التفرد والشذوذ مع القوة، والإيمان بسداد هذا التفرد والشذوذ مع القوة، والإيمان بسداد هذا التفرد والشذوذ عبقرية وأصالة لاشك فيهما
ويتمثل التفرد والشذوذ في أعمال الفنانين المحدثين، ويمثلهم في معارضنا - تمثيلاً روعي فيه الجودة والتعقل - هنري مور وسذرلند، وآخر ينسج على منوال هذا الأخير اسمه ادوارد أرديدون (صاحب الصورتين رقم ١، ٢) وأعمالهم لا تخلو من صدق في العاطفة والأداء
وهنري مور سام ونحات، وهو كصاحبه سذرلند مجدد يتسم بالجرأة والخروج على الأشكال المألوفة، وبرغم ذلك - أو ذلك - لا يستطيع الناقد إلا أن يسلم بأنه فنان بل فنان كبير أحياناً وسذرلند لا يتقيد بالطبيعة إلا فيما ندر، وإذا تقيد بها اختار ما لم تألفه العين من الأشكال والألوان فيوفق أحياناً ويخونه التوفيق أحياناً، وعلى كل أعتقد أنه خير من استطاع أن ينزع من الطبيعة نفسها مادة للتعبير المجرد المعبر
والجزء الأكبر من إنتاج هؤلاء الفنانين المحدثين لم تقرر قيمته الفنية بعد، ومن العسف أن