يحكم الناقد ذوقه الفردي في ظاهرة فنية عالمية كالتي نحن بصددها. وإن كنا نرى أن النظريات الفنية الحديثة في حد ذاتها معقولة ومقنعة، ولكن الإنتاج الفني نفسه تعوزه القوة والعاطفة والخيال والطواعية أي ينقصه كل عناصر الفن!
وهذا الفن الحديث فيما أرى لا يمثل التحرر من القديم، بل يمثل عنف الثورة والتمرد على القديم - والثورة والتمرد عنصران سلبيان، والدافع إليه في الغالب اقتناع ذهني لا تسنده عاطفة أو خيال، وكل ما يستطيع أن يقوله الناقد المعتدل إن هذا الفن قد ينضج مع الزمن
وقد راعى منظمو هذا المعرض ذلك، فهنالك صورة واحدة تمثل مذهب السريالزم، وأخرى تمثل المذهب التكعيبي، وثالثة تمثل ما يسمى النيوريالزم، ورابعة تمثل الفن التجريدي، والأخيرة (رسم رقم ٨٥ لجون تنارد) قطعة فذة في نوعها تمتاز باللون والتصميم وموسيقية التعبير، وهي تبين زلنا أن الفنان الصادق الإحساس ينجح دائماً مهما اتسم (الزي) الذي يختاره لعاطفته بالغرابة والبعد عن المألوف
وما دمنا بصدد الحديث عن النزعات الفنية الحديثة يمكننا أن نقول الفنان الإنجليزي عامة أخذ يحس ويبرز في لوحاته المعاني اللونية الباطنة للأشكال الطبيعية، ولعل هذا أكبر حسنات النظريات الفنية الحديثة.