مع قيس ثم غادة الهردج مع الآمر بأحكام الله ومع الشاعر ابن مياح (في أربعة فصول)
وأنا اعد هذا العمل خليطاً من الترجمة والتأليف فالواقع أننا حين نعرض بعض النصوص القديمة في أسلوبنا الحديث إنما نقوم بعملية ترجمة من معجم جيل إلى معجم جيل. ومن طريقة عرض قديمة إلى طريقة عرض جديدة. وقد كان هذا القسم من عمل الأستاذ كامل عجلان موفقاً ونافعاً. وهو طريقة من طرق الإحياء لتراث المكتبة العربية.
وأما القسم الثاني فلم يستكمل مداه. ذلك انه افرط في التقيد بالنصوص التاريخية، فلم يتسع أمامه المجال للخلق الفني. وإن يكن حين وسع على نفسه بعض الشيء قد رسم خطوطاً موفقة في ملامح بعض الشخصيات كشخصية (برغش) المهرج في غادة الهودج. وقد نص هو في المقدمة على أن قصده كان مجرد الإحياء والإمتاع بهذا القديم المهجور
فإذا كان معتزماً إخراج مجموعة أخرى كما قال في نهاية الكتاب فوصيتنا إليه أن يخطو خطوة أخرى فيعنى بتصوير الشخصيات الروائية، وتسجيل الانفعالات النفسية، وألا يكتفي بعرض الحادثة التاريخية، بطريقة حوارية. ولعله حين يفعل هذا يستغني عن كثير من الإشارات المسرحية التي كثرت في كتابه لتهيئة الجو للقارئ. فالحوار يجب أن يستقل برسم هذا الجو بطبيعة ألفاظه الموحية لا بالإشارات المسرحية الخارجية.
وبعد فقد استمتعت بهذه القصص. أنا الذي تستطيع معدتي الخشنة أن تهضم أصولها القديمة فما اجدر شبابنا الرقيق اللطيف أن يستمتع بها إذ لا مورد له سواها!