البحتة يتعارض في بعض الأحيان لا مع الجو الأسطوري فحسب ولكن مع الحقائق الموضوعية كذلك أو مع المشاهدات الواقعية. فلست أحسب أن (المنافقين في الدرك الأسفل من النار) تمت بصلة إلى أوضاع الجحيم الإغريقي! ولست أحسب أن الكبش حين يذبح (يتل للجبين) كما تل إبراهيم ولده للجبين في القرآن. فالكبش يتل للجنب، لأنه لا يذبح على طريقة ذبح الإنسان!. . . ولست أحسب أن عرائس الماء كانت تقول كما قالت نساء امرأة العزيز في القرآن:(ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم) أو أن عجوزاً أسطورية تقول لفتى إغريقي: (ألم تسمع من يقول: (وكم لظلام الليل عندي من يد) وتلك شطرة شعر عربي لم تكن قيلت بعد حتى يسمعها الفتى المسكين!. . . وهكذا وهكذا من هذه الأمثلة لاستعباد النصوص للمؤلف، واضطراب الجو الأسطوري الإغريقي بما يلقي فيه من ظلال عربية أو إسلامية خاصة لا تتفق مع هذا الجو بحال.
٢ - وأما الفتنة بالأغراب فقد ظهرت كذلك في مواضع كثيرة: فلست ادري لم تنبذ كلمة المرآة ليوضع مكانها (السنجنجل) ولا كلمة نعش ليوضع مكانها (إران) ولا كلمة الظمأ ليوضع مكانها (الجواد) ولا كلمة المساند لتوضع مكانها (الحسبانات). كما لا أفهم أن تكون الفتاة الإغريقية (خدلجة)! ولا جماعة الفتيات (ربربا)
ولي من عاداتي أن أقف للأخطاء اللغوية البحتة ولكنني أنبه هنا إلى غلطات قليلة لعل معظمها من أخطاء المطبعة.
ولكم وددت أن يخلص كتاب الأستاذ دريني من هذا كله ليتم المتاع به في جوه الإغريقي الأصيل!
- ٢ -
و (عشاق العرب) إنه هو الآخر ليس (ترجمة) وليس (تأليفاً)! ولكنه في هذه المرة مزاج بينهما عن أقاصيص الحب العربي. فلقد عمد الأستاذ (كامل عجلان) إلى بعض أخبار المحبين المبعثرة في المراجع العربية، التي لا يتيسر العثور عليها لشبان الجيل، أن معداتهم الرقيقة لا تستطيع هضم هذه المراجع الجافة. فصاغ منها قصصاً بأسلوب الحوار. وجعل من الخبر أو من مجموعة الأخبار رواية حب في فصل أو فصول. فكانت من ذلك روايات: حبابة مع يزيد بن عبد الملك. وزينب مع ابن سلام ومع يزيد ن معاوية. ولبنى