للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

شيء معناه ومنتهاه فيه - أجدر بهؤلاء ألا يكونوا من المتشائمين في حين. ومقالهم هذا المقال.

إن الفتى بكونه سعيد، بكونه حسب، قد سعد بما وجد - كما يقول الإنكليز - فذروا التشاؤم في الحياة يا أيها الناس، وابهجوا أنفسكم، واجتذلوا لعلكم لا تحزنون. كونوا من المتفائلين، من أهل الفؤول، ولا تشاءموا ولا تطيروا وتمثلوا بهذا البيت وقد تمثل به رسول الله كما ذكر الشيخ في رسالة الغفران:

تفاءل بما تهوى يكن فلقلما ... يقال لشيء كان إلا تحققاً

وكان (صلى الله عليه وسلم) كما روت أحاديث - يتفاءل ولا يتطير

وكونوا إيثاريين أثريين في هذا الوجود كيما تقوا أنفسكم، وكي تصونوا جنسكم، وتسعدوا وترتقوا. إن الأثرية والإيثارية هما الفضيلتان العظيمتان متحدتين لا مفترقتين، وأولى لأثري كفر بالإيثارية ثم أولى! وأولى لإيثاري لم يؤمن بالأثرية ثم أولى. إن الأول شرير شيطان من الشريرين، وإن الثاني - إما كان - لذو جِنة في المجانين

واستمعوا لما يقول شيخنا أبو العلاء، فقد أعلنت أقواله الحقيقة وهدت إلى الطريقة، وعززت شريعة المتفائلين. وفندت مذهب المتشائمين، وبينت للناس كيف يحيون، وكيف يقوون، وكيف يسيرون في هذا الوجود.

<<  <  ج:
ص:  >  >>