وإذا كان أبو نواس لم يفطن إلى نعت الإبل وناعتها فأن المؤلف يلومه على هذا الإغفال لحقيقة فطن إليها الجاهلي في شعره - ص٧٠.
وهكذا ترى المؤلف فطنا إلى ما في دقائق الشعر الجاهلي من تمثيل وتصوير، حتى كاد كتابه يكون قائماً كله على هذه الناحية، وهو على ذلك متن عليه أطيب ثناء. إلا أنه - في بعض مواطن من الكتاب - قد يعدل عن الرسم الصحيح للشعر. وكان خيرا لو راعى الوزن في الرسم كما راعى التقصي في البحث. ففي صفحة ٧٢ البيتان السادس والثامن من شعر البحتري لم يرسما على نهج صحيح.
وفي صفحة ٤٨ ذكر البيت المشهور:
تبيتون في المشتى ملاءً بطونكم ... وجارتكم غرثى يبتن خماصا
والصواب (يبتن خمائصا) على وزن فعائل كما ورد في الأمالي ج٢ ص١٥٨ طبع دار الكتب. وفي صفحة ٤٧ نسب البيت المشهور: -
أبا شجر الخابور مالك مورقاً ... كأنك لم تجزع على ابن طريف
إلى الشاعرة ليلى الأخيلية. وقد نسبه ابن خلكان في وفيات الأعيان إلى الفارعة أخت الوليد بن طريف وقيل فاطمة وقيل ليلى. ولكنها على كل حال غير ليلى الأخيلية - راجع وفيات الأعيان ج٢ ص٢٣١ الطبعة الأميرية البولاقية
وفي صفحة ٨٧ (قال أبو الهندي. . . . . يصف أباريقا). ولعلها أباريق ممنوعة من الصرف. وفي صفحة ٦٩ (ترى المصور أو الشاعر مولع) وهي من أخطاء الطبع. وفي صفحة ٥٤ (إذ نظرت إلى الجمل. . . . لتبينت). واللام لا تقع جواباً لاذا الشرطية وإنما تقع جوابا (للو) في حالة الإثبات غالباً
وفي صفحة ٦٥ (فيمكن للمصور تجريدها) واللام هنا لا محل لها.
وفي صفحة ٧٢ (حاول الأدباء. . . . تحديد مراتب وطبقات الشعراء) والأولى أن يقال (تحديد مراتب الشعراء وطبقاتهم). فقد أولوا قول الفرزدق (بين ذراعي وجبهة الأسد) على تقدير مضاف إليه محذوف أي بين ذراعي الأسد وجبهته - المفصل للزمخشري مطبعة الكوكب الشرقي ص٥٠ وفي صفحة ١٢٣ وردت الآية الكريمة هكذا (فما بكت عليهم الأرض والسماء). وصحة الآية (فما بكت عليهم السماء والأرض).