نحن إذن في دور اضطراب وصراع، فلابد لنا إذن من أن نفكر بحرية في الطريقة التي نخلُص بها من هذه الفوضى. والحرية التي يدعو إليها جوّيو ليس معناها الفوضى، وإنما هي حرية تنطلق معها النفوس من نير العبودية، كما انطلقت الأجسام من نير الرق القديم. العالم - اليوم - يتحرَّق شوقا لهذه الحرية، فقد ظل الفكر أمداً طويلاً حبيس الأنفاس، لا يُفك إساره إلا بالقدر الذي يهيئ له أن يسير بضع خطوات في حظيرة الإيمان الضيق! ولكننا نريد أن ينطلق الفكر كما يشاء، حرّاً لا تقيده سلطة، ولا تردّه قوة، اللهمَّ إلاَّ سلطة المنطق، وقوة المعقول!