ومن أهم الدراسات التي أجريت عليه فحص العلاقة بين الانفعالات النفسية ومرض قرح المعدة. فبينما الطب يتقدم بخطوات واسعة في دراساته فان عدد الإصابات بهذه القرح يزيد، ويعتقد عدد كبير من الباحثين أنه نتيجة للإجهاد العصبي والقلق فقدمت لهم معدة توم الدليل العلمي بأن القلق المتواصل، والغضب، والعداوة تكون إفرازات تؤدي إلى الإصابة بالقرح.
ويتفق أكثر الأطباء على أن هذا المرض نتيجة لزيادة الإفرازات الحمضية، ويصف الطبيبان ولف تطوراته، بأن الانفعالات النفسية المتعلقة بالقلق أو الغضب تصحب بزيادة إفرازات الحوامض العادية ومعها فيض من الدم مما يؤدي إلى غمر أغشية المعدة وتمددها. ويصحب هذه الانفعالات أيضاً انقباض شديد في المعدة.
وفي مثل هذه الحالات يسبب الاحتكاك البسيط بمواد الغذاء الصلبة تسلخات دموية رفيعة في الأغشية يثيرها اتصالها بالسوائل الحمضية، المعدية الغير العادية فتزداد الإفرازات الحمضية، ويزداد غمرها بالدم وتمددها، فتبدأ حلقة إصابة خطيرة في المعدة، فتتصل مادة الببسين الهاضمة بأغشية المعدة الأصلية وتأكل جزءاً منها فتسبب قرحة.
ولا تهضم المعدة نفسها أو تأكل أجزاءها لأنها مبطنة بغشاء مخاطي قلوي سميك يقي أغشيتها فلا تلمسها المواد الهاضمة. فإذا انغمس الإنسان في الانفعالات النفسية المقلقة فإنها تأكل نفسها بطول المدة مبتدئة بالقرح، مما شاهده الطبيبان في معدة توم، فكانا يعرضانه لمختلف الانفعالات النفسية، ويراقبان التغير الذي يطرأ على معدته، ولكنه من الطبيعي أن توم لم يصب بقرح المعدة لأن فترة إقلاقه وانفعاله لم تكن طويلة بل كانت فترات قصيرة.
والأشخاص المعرضون لهذه الإصابات هم ممن يجدون لذة في الانفعالات وآلامها، فيصرون على أن تكون رفيقتهم في حلهم وترحالهم وفي عملهم وراحتهم.
ولم يؤثر تعاطي الكحول ولا التدخين أيا كانت نسبُه على معدة توم، لأن مخاط المعدة القوي كان يقي أغشيتها من فعل حوامضهما. فإن تعرضت المعدة لحوامض قوية لا تكفي لتعادلها قلويات المخاط، فإن الأغشية تكون غطاء آخر يحفظها من الحوامض فإذا فشل هذا الغطاء في تأدية عمله لقوة الحوامض تكونت القرح وبدأت المعدة تأكل نفسها
وهكذا صدق تعبيرنا القائل أنه يأكل نفسه كمداً وحسرة.