وفي خطبتي أو مقالتي في (أبى العلاء المعري)، وقد أرشدني العلامة الأستاذ الكبير أحمد حسن الزيات صاحب مجلة الرسالة الغراء إلى كتاب اسمه (سحر العيون) من مؤلفات القرن التاسع، وهداني إلى هذه الفائدة الآتية فيه.
(. . . عابوا على الشيخ صلاح الدين الصفدي (رحمه الله) في تسميته كتابه بـ (الغيث الذي انسجم في شرحه لامية العجم) وقد مزق جلده الشيخ بدر الدين الدماميني في كتاب عمله عليه وسماه نزول الغيث. . .)
فهل بدل الصلاح اسم كتابه من بعد ذلك النقد وتمزيق الجلد. . . - وإني لأستبعد ذلك - أم بدله الناسخون والطابعون.
محمد إسعاف النشاشيبي
من ناظر إلى فراش
عزيزي أحمد حسين
لك جزيل شكري على كتابك الذي تسلمته الساعة، وما يبعث كتاب في قلبي من دواعي السرور أكثر مما تبعث كتبك التي تصلني في نظام أول كل عام. وإنه لعجيب بعد تلك الأعوام الطويلة التي مرت منذ أن تعارفنا وهي الآن خمسة وعشرون أن تظل محتفظاً نحوي ونحو أسرتي بذكريات مودة وصداقة، وأن تتعب نفسك على هذا النحو بالكتابة معبراً عنها. وإني لشكور حقاً ولا أزال أتلو كتبك مرة ومرة في سرور بالغ. ولا ينقصني إلا أن نلتقي كما كنا نفعل في الأيام الماضية فأصافحك، ولكن هذا بالضرورة مستحيل فليس لدي إلا أن أصافحك بكتابي وهذا ما أفعله الآن. . . وكذلك أصافح ذلك الشيخ الكبير عزيزي الحاج عبد القادر، وكم تتوق نفسي إلى رؤية ذلك الرجل الطيب العجوز: وأكبر ظني أنه قد علت به السن جداً الآن كما علت بي. ولكن من دواعي الغبطة الشديدة أنه لا يزال حياً وأنك لا تزال على صلة به ولو أنك لا تراه؛ وأنك تبلغه رسالاتي التي أبعثها إليه عن طريقك. بلغه أني كثير ما أذكره كلما أذكرك وأذكر جميع الأخيار من الأصدقاء الذين عاشرتهم بالمدرسة التوفيقية في تلك الأيام الطيبة الخالية. ولقد رغبتْ إلى زوجي أن أقول لك إنها كذلك لا تزال تذكركم جميعاً في عطف ومودة وأنها جد فرحة بأنك لم تنسها.