للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الأدب. وتدرس لغات الشعوب الشرقية الداخلة في اتحاد الجمهوريات السوفيتية في معاهد أرمينيا وجورجيا والتركمان. أيها السادة - قد يكون من الطريف، ونحن نعرض وجوه الشبه بين مجامعهم ومجمعنا، أن نورد بعض ما وجه إلى هذه المجامع من سهام التهكم والنقد البريء وغير البريء.

فهذا الشاعر الفرنسي بيرون لم يتمكن من خول الأكاديمية فأرسل إليها يوصيها بان تكتب على ضريحه: (هنا يرقد بيرون وهو لم يكن شيئا حتى ولا عضوا في الأكاديمية) وكان يقول عن الأربعين الخالدين: (هم أربعون ولكن عقولهم عقول أربعة).

قال فولتير، في أسلوبه اللاذع، يحدد الأكاديمية: (هي هيئة يدخلها أصحاب الألقاب وكبار الموظفين ورجال الدين والقانون والأطباء والمهندسون وأحيانا رجال القلم). وهو يشير في قوله هذا إلى بعض أعلام الأدب الذين لم تفتح الأكاديمية لهم أبوابها من أمثال موليير وغيره. ولكن الأكاديمية عوضت موليير تمثالا بعد وفاته في قاعة جلساتها وكتبت تحته: (لم ينقص مجده شيء ولكنه هو كان ينقص مجدنا). وقال أحد النقاد (هذه المجامع اللغوية إن هي إلا ملاجئ للعجزة من الذين شوهتهم حرفة القلم).

وقال أحد النقاد (هذه المجامع اللغوية إن هي إلا ملاجئ للعجزة من الذين شوهتهم حرفة القلم)

وقال آخر (هي جمعيات هازلة يحاول أعضاؤها أن يظهروا بمظهر الجد).

ولكن، مهما يقولوا ويتهكموا وينتقدوا، ما فتئ مطمح كل كاتب وكل عالم وكل باحث في البلاد الراقية الوصول إلى عضوية هذه المجامع التي يعتقد الكثيرون أن الكفاية والعقل يقدمان فيها على الثروة وشرف الأصل. وقد قال الفيلسون رينان في ذلك: (إن صوت العلم قد يكون أحيانا ضعيفا تجاه الجرأة والدجل، ولكن هذا الصوت متى خفت ضجيج الشارع يستمر مسموعا ولا يسمع غيره. لذلك ومهما تشتد الحملات على المجامع العلمية ستكون الغلبة دائما في النهاية لهذه المجامع لأنها الحارس الأمين على الأساليب الصحيحة، وإذا كانت محترمة في نظر عدد قليل، فان هذا العدد القليل هو على حق. ولا يبقى إلا الحق).

وتعرفون حكاية (بوانكاره) وقد يكون فيها أسطع دليل على مكانة هذه المجامع. وصل هذا الرجل العبقري إلى رياسة الجمهورية وظل مع ذلك عضوا في الأكاديمية، لا تشغله مهام

<<  <  ج:
ص:  >  >>