اختلافا في تأليفه، وأهدافه، ونحن اقل معرفة به منا بغيره.
كان بطرس الأكبر قد أنشأ في بطرسبورج سنة ١٧٢٥ أكاديمية للعلوم. ثم تفرعت إلى شعب على غرار شعب الأنستيتو الفرنسي. ولكن نظام هذه الأكاديمية قد قلب رأسا على عقب في روسيا السوفيتية، حيث أصبحت الأكاديمية العلمية بمثابة هيئة أركان الحرب في معسكر الفلم الروسي، وأصبح لها الشأن الأول في نهضة البلاد. وفي سنة ١٩٤١ قبيل اشتراك روسيا في الحرب القائمة كان هذا المجمع مؤلفا من ٧٦ معهدا و١١ معملا للاختبارات العلمية، و٤٢ محطة للتجارب و٦ مراصد و٢٤ متحفا. ويبلغ عدد الأعضاء الآن ١٥٠ عضواً، وعدد الأعضاء المراسلين ٢٣٠ وهناك ٤٧٠٠ أخصائي يساعدون في الشؤون العلمية والتطبيقية، وقد نشر المجمع في سنة ١٩٤١ من التقارير والنشرات الدورية ما يزيد على عشرة آلاف صفحة. وهذه الأكاديمية مؤلفة من ثماني شعب، وهي شعبة الطبيعيات والرياضيات، وعلوم الكيمياء، وعلم طبقات الأرض والجغرافية، والعلوم البيولوجية والعلوم التطبيقية، والتاريخ والفلسفة، والاقتصاد والقانون، والأب واللغات. ويتبع كل شعبة عدد من المعاهد والمعامل والمتحف.
أما شعبة الأدب واللغات فتشتمل فيما تشتمل عليه على معهد اكتسب أخيراً أهمية خاصة وهو معهد الأبحاث الشرقية ورئيسه العلامة ستروف من علماء الآثار المصرية. ومن بين أعضائه البارزين المستشرق كراشكوفسكي الذي تخصص بالأدب العربي الحديث، وهو من أعضاء مجمع دمشق، وقد ترجم إلى الروسية بضعة مؤلفات لكتابنا المعاصرين منها كتاب (الأيام) لزميلنا المحترم الدكتور طه حسين بك، كما أشرف على نشر مؤلفات ابن فضلان التي تحتوي على معلومات ثمينة عن أقدم عهود التاريخ الروسي. وفي هذا المعهد أيضاً يعمل البحاثة أرنستد الأخصائي في اللغة القبطية. وقد أعد للنشر مخطوطات بهذه اللغة على جانب من الأهمية إذ تبحث في تطور مصر الاقتصادي في القرون الوسطى وهي تكاد تكون فريدة في بابها.
وفي هذا المعهد مجموعة ثمينة من المخطوطات الشرقية من عربية وقبطية وإيرانية وصينية. كما أن فيه مكتبة شرقية ضخمة تعد من أغنى مكتبات العالم. وليست الدروس الشرقية محصورة في معهد الأدب، فإن لها كذلك نصيبا من أعمال معهد اللغة والفكر ومعهد