للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

رئيسها في أول أمرها العالم الفرنسي موبرتوي. وظلت تقاريرها تطبع بالفرنسية من سنة ١٧٤٦ إلى سنة ١٨٠٤. وكان لهذا المجمع فيما بعد أثر كبير في ازدهار العلم الألماني.

وأنشئت أكاديمية مدريد في إسبانيا سنة ١٧١٣ برعاية الملك فيليب الخامس، فوجهت همها إلى وضع معجم وأجرومية أصبحا مرجعين بل حجتين في اللغة في إسبانيا والجمهوريات اللاتينية بأمريكا الجنوبية.

وفي سنة ١٧٧٢ أنشئت في بلجيكا الأكاديمية الملكية وأعيد تنظيمها في سنة ١٨٤٥ فقسمت ثلاثة أقسام: قسم الآداب، وقسم الفنون، وقسم العلوم. وكان معظم أعضائها من الفلاسفة والمؤرخين واللغويين والقانونيين، وقل فيها الشعراء والأدباء. فرأى القوم حاجتهم إلى إنشاء أكاديمية أخرى فأنشئت الأكاديمية الملكية للغة الفرنسية وأدبها في سنة ١٩٢٠.

وإذا كانت الأكاديميات قد نشأت في مدن إيطاليا منذ نحو أربعمائة سنة فأن الأكاديمية الكبرى لم تنشأ في روما إلا في سنة ١٩٢٦ وتم تنظيمها في سنة ١٩٢٩ واشتملت على أربع شعب: العلوم الطبيعية والرياضية، والآداب، والعلوم الفلسفية والتاريخية، والفنون.

أما الشعوب ألانجلو سكسونية من إنجليز وأمريكان فلم يعنوا بالمجامع اللغوية عنايتهم بأندية البحوث التاريخية والعلمية والفلسفية، فالأكاديمية البريطانية والجمعية الملكية أو أكاديمية لندن ليستا بالمجامع اللغوية بالمعنى الذي نقصده، فان القوم رأوا تبسيط لغتهم ما استطاعوا ليعمموا استعمالها، حتى اهتدوا أخيراً إلى لغة مبسطة لا يزيد عدد كلماتها على ٨٥٠ كلمة من الموصوفات والصفات والأفعال والحروف التي يحتاج إليها الإنسان في الكلام.

أما في الشرق. فقد ألف رهط الأدباء في العواصم العربية جمعيات أدبية لغوية كثيرة ولكنها لم تكن لتعمر طويلا لأن الحكومات لم تكن تؤيدها، بل كثيراً ما كانت تناهضها، إلى أن أنشئ المجمع اللغوي في دمشق منذ ربع قرن، وقد أدى للغة خدمات تذكر له بالشكر.

ويسرنا أن نحي هنا رئيسه الأستاذ محمد كرد علي ووكيله الأستاذ عبد القادر المغربي، زميلينا في المجمع المصري.

أيها السادة: وقفت بكم طويلا عند المجمع الفرنسي لأنه أقدم المجامع اللغوية وأشهرها، فاسمحوا لي أن أقف بكم وقفة أخرى عند المجمع الروسي، فهو أحدث المجامع وأكثرها

<<  <  ج:
ص:  >  >>