الكتاب المختوم يشتمل على سر مكتوم، فإن فضضته ولم يأذن من أمنك عليه فقد أوضعت في سبيل الخائنين
لا يبصر القوم في مغناك غسل يد ... على الطعام إلى أن يرفع السور
ولا يكن ذاك إلا بعد كفهم ... أكفهم، ويسير الفعل ميسور
فإن تقريب خدام الفتى حُرضا ... والضيف يأكل رأى منه مخسور
لكل زمان ما يشاكله
أعدد لكل زمان ما يشاكله ... إن البراقع يُستثبتن بالشُمُ
فإن ضربت بسيف الهند في ومَد ... فسيف إفرنجة المخبوء للشم
المرء شبه زمانه
وإن الفتى فيما أرى بزمانه ... لأشبه منه شيمة بأبيه
الناس
والناس بالناس من حَضْر وبادية ... بعض لبعض - وإن لم يشعروا خدم -
إن خالفوك ولم يجرر خلافهم ... شرا فلا بأس؛ إن الناس أخياف
قال الخليفة العظيم عمر:
(أعقل الناس أعذرهم للناس).
وقال رشيد بن خليفة: (اشكر المحسن ومن لا يسئ، واعذر الناس فيما يظهر منهم ولا تلمهم، فلكل من الموجودات طبع خاص)
ومن عرف الناس وتأريخهم ووراثتهم القريبة والبعيدة ' , ومنشأ ما يسمى (رذائل) وأسبابها عذر ولم يستعجب مما يشاهد. يقول الشيخ:
يلقاك بالماء النمير الفتى ... وفي ضمير النفس نار تقد
يعطيك لفظا لينا مسه ... ومثل حد السيف ما يعتقد
وهذان البيتان إن دل ظاهرهما على معايب في الناس ففيهما ما ينبئ بارتقاء لهم عجيب، فقد أمسى هذا الفتى الذئب الجشع الحاسد المحتقد سافك دم أخيه من أجل ثعلب ظفر به أو يربوع، ومن أجل مستنقع يرده أو مطيطة - قد أمسى هذا الفتى وارث تلك الغرائز يلقاك