إن تُرد أن تخص حراً من الناس ... بخير فخص نفسك قبله
إذا لم يكن لي بالشقيقة منزل ... فلا ظهرت عزَّاؤها والشقائق
إذا كان إكرامي صديقي واجباً ... فإكرام نفسي - لا محالة - أوجب
ومن أطال خلاجا في مودته ... فهجره لك خير من تلافيه
إذا ولى صديقك فول عنه، فإنما ينزل بالوادي ذي الشجر والروض العميم، ويقدح بزند العفار ما دام وأرى النار، فإذا خبت ناره بطل اختياره. وإذا السقاء لم يمسك الماء فهو زيادة في مشقة المسافر، لا تأو لمفسد تأو، فإن الذيب جدير بالتعذيب.
آخ في الله الأخوان، ولا تقل لبعيرك: أخ في دار الهوان.
ادفع الشر إذا جاء بشر ... وتواضع إنما أنت بشر
بأي لسان ذامني متجاهل ... عليّ، وخفق الريح في ثناء
تكلم بالقول المضلل حاسد ... وكل كلام الحاسدين هراء
إذا ما قلت نثراً أو نظيما ... تتبع سارقو الألفاظ لفظي
كأني إذا طلت الزمان وأهله ... رجعت وعندي للأنام طوائل
وقد سار ذكري في البلاد فمن لهم ... بإخفاء شمس ضوءها متكامل
وإني وإن كنت الأخير زمانه ... لآت بما لم تستطعه الأوائل
وطال اعترافي بالزمان وصرفه ... فلست أبالي من تغول الغوائل
فلو بان عضْدي ما تأسف منكبي ... ولو مات زندي ما بكته الأنامل
وكم من طالب أمدي سيلقي ... دوين مكانَي السبع الشدادا
ويطعن في علاي وإن شسعي ... ليأنف أن يكون له نجادا
ويظهر لي مودته مقالا ... ويبغضني ضميراً واعتقاداً
لي الشرف الذي يطأ الثريا ... مع الفضل الذي بهر العبادا
وأحسب أن قلبي لو عصاني ... فعاود ما وجدت له افتقادا
تعاَطوا مكاني وقد فتهم ... فما أدركوا غير لمح البصر
وقد نبحوني وما هجتهم ... كما يلبح الكلب ضوء القمر