ومع عدم شعور الجد والأب بحب الحفدة والأبناء له بل مع عدم وجودهم في حياته. . . نجد الأجداد والآباء يغالون في الاقتناء والإثراء بدون حد للمطامع، وبدون التفكير في أن ما زاد على الكماليات في متوسط عمر الإنسان إنما هو حمل باهظ للنفس يرهقها ويكأدها
فينبغي أن يحد الثري ثروته بحيث تكفي ابنه المباشر وحده. أما الحفدة والأسباط فيجب إهمال التفكير في توريثهم وعدم تضحية المجتمع والمروءة مع الناس من أجلهم وهم في عالم الغيب. .
الأسرة تتسع
ولماذا يلزم الإنسان أن يعول أهله الأدنين وذريته الضعاف ولا يلزم بإعالة اخوته في الوطن من العجزة المحتاجين وهم أسرته أيضاً بالمعنى الواسع؟ لا بد من إقامة مسائل الاقتصاد والإحسان على هذا المعنى العميق الكريم لا على التبرع والتفضل والاختيار. . .
خطر العقليات المادية
لقد كثرت العقليات المادية المغالية التي تحاول أن تفسر الحياة دائما تفسيراً ماديا آليا. . مغفلة ذلك المعنى الإنساني العظيم الذي يتصل بالحق ومعاني المروءة والإيثار والنبل، ولا يكون المرء إنسانا إلا بسيطرة ذلك المعنى على فكرة وروحه. . هذه العقلية أعظم نماذجها هم اليهود. وقد انتقلت فلسفتهم المادية في غلوها إلى جميع الأمم. فهم ليسوا الآن ممثليها وحدهم. .
نعم إن للمادة آثاراً كبرى في الحياة الإنسانية، ولكنها يجب ألا تكون المحور الوحيد لسياستها العليا كما هي الحال الآن. . .