للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والروايات مختلفة في نص هذا الكتاب، فقيل إنه كان فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى سهيل بن عمرو وصفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في الناس بالغزو، ولا أراه يريد غيركم، وقد أحببت أن تكون لي عندكم يد

وقيل إنه كان فيه: أما بعد يا معشر قريش، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءكم بجيش عظيم يسير كالسيل، فو الله لو جاءكم وحده لنصره الله وأنجز له وعده، فانظروا لأنفسكم، والسلام

وقيل إنه كان فيه: إن محمداً قد نفر، فإما إليكم، وإما إلى غيركم، فعليكم الحذر

فأطلع الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم على ما فعله حاطب، فقال لعلي بن أبي طالب والزبير بن العوام والمقداد بن الأسود: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين، فخذوه منها وخلوا سبيلها، فان لم تدفعه إليكم فاضربوا عنقها

فانطلق الثلاثة تعادي بهم خيلهم حتى أتوا روضة خاخ، فإذا هم بالظعينة تسير على بعير لها، فقالوا لها: أخرجي الكتاب. فقالت: ما معي كتاب. فأناخوها والتمسوا ذلك الكتاب فلم يجدوه، فقالوا: ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قالوا لها: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب. وفي رواية أن علياً قال لها: إني أحلف بالله ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذبنا، لتخرجن لنا هذا الكتاب أو لنكشفنك، فلما رأت الجد منه قالت: أعرض. فأعرض فحلت قرونها فأخرجته من عقاصها، وهو الخيط الذي تعتقص به أطراف الذوائب، أو الشعر المضفور، أولى الشعر بعضه على بعض على الرأس، وإدخال أطرافه في أصوله، أو السير الذي يجمع به الشعر على الرأس وفي رواية البخاري. فلما رأت الجد أهوت إلى حجزتها وهي محتجزة بكساء فأخرجته. والحجزة معقد الإزار، والظاهر أن الكتاب كان في ضفائرها، وأنها جعلت الضفائر في حجزتها.

فأخذوا الكتاب منها ورجعوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدعا حاطبا فقال له: يا حاطب ما حملك على ما صنعت. فقال: يا رسول الله لا تعجل عليّ، أما والله إني لمؤمن بالله ورسوله، ما غيرت ولا بدلت، ولكني كنت امرأ ليس لي في القوم من أصل ولا عشيرة، وكان لي بين أظهرهم ولد وأهل، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون

<<  <  ج:
ص:  >  >>