الليل والسكارى والضجيج، وتلك الحركة الدائمة التي لا تنقطع في أية ساعة استيقظت فيها من الليل والجموع الغفيرة في كل مكان. حتى الأوساخ والوحول. ثم تلك الشمس المضيئة الرفافة فوق البيوت؛ وبائعي الصور المحفورة والأبخرة الفواحة التي تصاعد من مطابخ المطاعم. كل أولئك يملك على أمري ويستولي على مشاعري؛ ويغذيني دائماً، دون أن أشعر بملل قط. إن جمال هذه المناظر يدفعني أحايين كثيرة إلى التنقل ليلاً في الشوارع الملأي بالناس. وإنني لأذرف الدموع في بعض الأحايين من الفرح. ولابد أن تبدو هذه المشاعر غريبة عنك، كما تبدو غريبة عنى مشاعرك نحو الطبيعة والجمال. . .)
فهذا وصف ما فيه ترتيب ولا حسن نسق، وهو مضطرب مشوش ولكنه بارع. لقد تعمد الكاتب هذه الصورة المضطربة تعمداً، ليصور لك لندن المضطربة أيضاً. فبراعتها في اضطرابها وحسنها في قبحها.