للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رسائله وفضوله (بالآرامية، ميامي)، وهو الفصل الذي عنونه بهذا العنوان وفي مناظراته الكثيرة معلومات غزيرة تدل على اطلاع واسع على تاريخ المسلمين.

استشهد مثلا في الفصول التي كتبها دفاعاً عن المسيحية التي كانت تحتضر في سورية ومصر وفلسطين وفي المناطق العربية الأخرى بآيات من القرآن الكريم وبكثير من الأحاديث لإثبات وجهة نظره ولمناقشة المسلمين بتلك المصادر في صحة دعواهم على طريقة استخدام الكليات والجزئيات والمقدمات والنتائج والحوار والمناظرة.

وبالنظر إلى جهل أبناء دينه بأسباب الجدال الديني وبالبراهين العلمية المنطقية فإنه وضع لهم كتابا في المناظرة على طريقة السؤال والجواب على هذا النسق: (إذا سألك العربي كذا فأجيبه بكذا وليس بكذا)، وشدد على إخوانه بوجوب حفظ هذه المحاورة واتباعها حرفيا وشدد في تحريم مبادرة العربي بالسؤال خوفا من الزلل والوقوع في مهاوي الضلالة، ومن الارتباك الذي قد يؤدي إلى تغلب العربي على المسيحي في النهاية.

وهذه الرسالة حوار بين عربي مسلم وبين مسيحي جمع فيها أكثر ما كان يدور في خلده وفي خلد الجدليين من أسئلة ومن أجوبة ومن فروق بين الديانتين. خذ مثلا لذلك ما جاء في طبيعة المسيح قال: (إذا سألك العربي ما تقول في المسيح؟ فقل له إنه كلمة الله. ثم ليسأل النصراني المسلم: بم سمى المسيح في القرآن؟ وليرفض أن يتكلم بشيء حتى يجيبه المسلم فإنه سيضطر إلى أن يقول: (إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه). فإذا أجاب بذلك فاسأله: هل كلمة الله وروحه مخلوقة أو غير مخلوقة؟ فإن قال مخلوقة فليرد عليه بأن الله إذن كان ولم تكن له كلمة ولا روح، فإن قلت ذلك فسيفحم العربي، لأن من يرى هذا الرأي زنديق في نظر المسلمين).

وفي موضع من مواضع الرسالة يجيب على اعتراض المسلمين على المسيحيين في قضية عبادة الصليب وتقديسه بقوله: (أنتم تنكرون علينا تقديس الصليب وهو خشب، في حين أنكم تقدسون حجراً أسود هو رأس (أفروديت)

ثم يستمر فيقول: (وتدعون بأنكم إنما تقدسون هذا الحجر الأسود لأن إبراهيم الخليل على زعمكم كان قد اضطجع عليه أو لأنه ربط به الناقة حينما هَّم بذبح إسحاق. وتسخرون منا لأننا نقدس الصليب الذي صلب عليه سيدنا عيسى المسيح)، وقوله هذا ظاهر البطلان لم

<<  <  ج:
ص:  >  >>