قال: فلو أني ذكرت ذلك في قصيدة من قصائدي لنصح لي النقاد أن أصور عجائزي تصويراً طبيعياً لا خيالياً).
ويضرب تينسون مثلا آخر فيقول:
(قمت برحلة إلى ألبيرنة، وأنا في العشرين من عمري. فأعجبت بشلال عظيم يساقط من علو ألف قدم. فكتبت في كناشتي إنه يتساقط على ورْد، كأنه شُرعُ من القماش الناعم الرقيق.)
فلما أخرجت ذلك للناس، أعلمني ناقد، أن هذا القماش الذي شبَّهت الشُرعُ به هو نسيج يستعملونه في المسارح، ليقلدوا الشلال المتساقط، ثم أضاف (وأن السيد تينَّسون ليحسن صنعاً إن استوحى الطبيعة ولم يستوحي المسارح).
وبلغ تينسون الذروة من المجد، وقد يعجب القارئ إذا علم أن أول مجموعة شعرية صدرت له بيع منها خلال سنة كاملة نسختان فقط بعد جهد وإغراء.
وبعد، فهذى طُرُف من الأسرار. . فهل ترى أعذب من الأسرار؟